قد لا يصب النقاش في استضافة نديم قطيش على بعض الشاشات اللبنانية، ضمن السقف السياسي الذي يفرضه في مقابلاته، وهجومه المركز على المقاومة، واستخدامه أساليب شتى لتحوير قضايا جوهرية، لكن في ما يمرره كل مرة حول العدو الإسرائيلي، والتعاطي مع هذا الملف بخفة وتلقائية، مع غياب أي مساجلة في هذه النقطة. هذا ما فعله مجدداً قطيش في حلقة أول من أمس، على lbci في «نهاركم سعيد». حلقة امتدت على ساعة ونصف الساعة، حيث أخذ الحديث على «حزب الله» والمقاومة الحيّز الأكبر من المقابلة، وأخذت غالباً شكل تمرير جمل سريعة تحوي خطورة عالية، كاتهام الحزب بقتل رؤساء حكومات ونفي آخرين. لكن يبقى ما قاله في نهاية الحديث، لدى سؤاله عن اصلاحات الحكومة وصندوق النقد الدولي هنا، وضع الصحافي اللبناني معادلة أسماها بـ «معيار الكرامة». والمقصود هنا، الدخول من بوابة المقاومة التي تحمل هذا العام في ذكرى التحرير شعار الكرامة. هنا، قارن بين الدخل الفردي في لبنان (360$) و«اسرائيل» (3600 $). شدّد على أن المعيار اليوم يتمثل في رفاهية الفرد، وبدأ بعدها بالإشادة بسياسة الكيان وهاجم المقاومة التي برأيه «ضربت الإقتصاد وجوّعت الناس». كل هذه السياقات التي قالها قطيش، وتمريره لرسائل خطيرة واتهامات عشوائية، وقفت امامها ليال الإختيار عاجزة عن صدّها او نقاشها، فكانت مستمعة جيدة لما يقوله، ونسيت أنّها على شاشة تلفزيونية ينبغي لها عدم السماح بما حصل. ليست المرة الأولى التي يمتدح فيها قطيش الكيان الغاصب بشكل علني على الشاشة أو على حساباته الإفتراضية، لكن، هذه المرة، وجب الإنتباه الى تلك المضامين، التي تساق اليوم ضمن موجة تطبيعية بدأها الإعلام الخليجي، وقطيش لا يمكن فصله عن هذه الجوقة، حتى لو كانت استضافته ترفع الرايتينغ، وهذا ما رددته الإختيار عندما قالت له «مش عم لحق على السوشال ميديا»!.