أمس الخميس، أصدرت قاضية الأمور المستعجلة في بيروت، كارلا شوّاح، قراراً يقضي بإقفال إذاعتي «جرس سكوب» و«أغاني أغاني» بالشمع الأحمر، بناءً على إستدعاء مُقدَّم من «روتانا للصوتيات والمرئيات». وصَدر القرار على خلفيّة مُطالبة الشركة السعودية الإذاعتين المذكورتين وغيرهما بتسديد مبالغ ماليّة بسبب بثّهما أغاني تمتلك الشركة حقوق ملكيّتها الفكريّة. وبعد وقت قصير على شيوع النبأ، لجأ جو معلوف، صاحب ومدير إذاعة «جرس سكوب»، إلى تويتر للتأكيد على أنّ «روتانا» المملوكة للأمير الوليد بن طلال «قدّمت معلومات كاذبة أوصلت القضاء لهكذا قرار. وقد تم منذ بعض الوقت وقف تنفيذ القرار بعد تبيان أكاذيب المحامية (وكيلة «روتانا»)». وأشار معلوف في تغريدة أخرى إلى أنّه «سنتقدّم غداً بمراجعة قضائية في هذا الملف وإخبار لنقيب المحامين بحق المحامية» من باب عدم السماح بـ «التعرّض للاعلام اللبناني»، مؤكداً أنّه سيتم فتح الملف على «مصراعيه ونكشف الأساليب الملتوية والمشبوهة لهذه الشركة وأهدافها ضد الاعلام اللبناني». في اتصال مع «الأخبار»، أكّد معلوف أنّ الدعوى تعود إلى سنوات مضت وتشمل «أغاني أغاني» و«جرس سكوب» و«صوت الغد»، موضحاً أنّ هذه المؤسسات الإعلامية المسموعة «تدفع مبلغاً مالياً سنوياً للـ SACEM (جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى)، و«روتانا» جزء منها، وبالتالي فنحن لسنا مضطرين إلى الدفع مرّتين». وتابع معلوف: «منذ حوالي شهرين، زار خبير محلّف من قبل المحكمة ومباشر قضائي مقرّ الإذاعات لمعاينة أجهزة الكمبيوتر والخوادم (servers)، ونحن أبدينا تعاوناً كاملاً، لنفاجأ أمس بمحاولة إقفال «أغاني أغاني» بالشمع الأحمر». وأضاف: «اعترضنا على الموضوع، خصوصاً بعدما أكّد لنا الخبير أنّه لم ينته من إعداد تقريره بعد ونحن ماضون في المسار القضائي حتى النهاية». في المقابل، حاولنا التواصل مع المعنيين في «أغاني أغاني» الذين أكدوا أنّهم اليوم في صدد إصدار بيان حول ما جرى.
وبعد تداول أخبار عن أنّ قرار الإقفال يشملها، أوضحت «صوت الغد» عبر السوشال ميديا أمس أنّ لا علاقة لها بما يجري وأنّها مستمرّة في البث، معلنة تضامنها مع «أغاني أغاني» و«جرس سكوب»، مذكرة «روتانا» بأنّنا لطالما «كنّا منبراً داعماً ومروّجاً لأعمال فنّانينا اللبنانين الذين طالبونا ببث أعمالهم عبر أثيرنا وسنبقى صوتاً حراً وهواءً يحاكي الناس ويعكس نبضهم وسنبقى».
إذاً، كيف اُتخذ القرار القضائي إذا كان الخبير «لم يسلّم تقريره بعد»، وفق ما أخبرنا معلوف؟ ولماذا اللجوء إلى خطوة كبيرة كالإقفال بدلاً من الغرامة المالية مثلاً؟ وما الهدف من الضغط على هذه الإذاعات اللبنانية بهذا الشكل في ظل معاناتها المتفاقمة من أحوال مالية صعبة، أدّت أخيراً بجو معلوف إلى إقفال «جرس سكوب» بسبب تأزّم الوضع الاقتصادي كثيراً في الآونة الأخيرة؟
أسئلة حاولنا الإجابة عنها، لكن الأمر تعذّر لا سيّما مع عدم قدرتنا على التواصل مع أي من المعنيين في مكتب «روتانا» في بيروت!