أفاق اللبنانيون اليوم على خبر سقوط طائرتين صغيرتين عسكريتين في ضاحية بيروت الجنوبية. غرقت هواتفهم وتحديداً على تطبيق «واتساب» بصور للطائرة الأولى التي وقعت، وبمجموعة تحاليل عسكرية استراتيجية، تتحدث عن مهمات الطائرتين. ولعلّ خبر «سبوتنيك» الروسية أسهم في تعزيز هذا الأمر. إذ كانت من أولى الوكالات الإخبارية التي تحدثت عن مهمة الطائرة المعادية الإسرائيلية، وقالت إنّ من مهامها «زرع عبوات ناسفة محددة لتنفيذ عمليات الإغتيال»، فيما لا تزال الطائرة المذكورة بعهدة «حزب الله» الذي يعمل على تحليل «خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها»، كما أوضح مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف، في حديث مع «الوكالة الوطنية للإعلام». عفيف لم يتناول لا من قريب ولا من بعيد دور الحزب في إسقاط إحدى الطائرتين، بل وصف ما حدث بـ «الإنفجار الكبير»، وقال إنّ «الطائرة المسيرة الأولى سقطت من دون أن تحدث أضراراً»، وأن الثانية «كانت مفخخة وانفجرت وتسبّبت في أضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع للحزب في الضاحية». كلام عفيف الذي يعدّ التصريح الوحيد الرسمي للحزب تعليقاً على ما حدث أمس، في منطقة «معوض»، لم تكتف به بعض وسائل الإعلام، بل حاولت جاهدة أخذه الى مكان آخر لم يقل لا في السر ولا في العلن. قناة mtv مثلاً، أصرت على فرض روايتها لما حدث، وتأكيدها بأن الحزب هو الذي أسقط الطائراتين الإسرائيليتن. فعلى موقعها الإلكتروني، عنونت القناة: «لماذا أصرّ حزب الله على أنّه ليس من أسقط الطائرتين الإسرائيليّتين؟». وأرجعت الأسباب الى أن نفي الحزب مسؤوليته عن إسقاطهما يندرج ضمن «الأسلحة التي يعتمدها في حربه مع إسرائيل»، تضاف اليها رغبته في «عدم الدخول معها في أي حرب بل بقائه في موقع الدفاع». المحطة التي كانت ضمن الوسائل الإعلامية التي سمح لها بالدخول الى مبنى «العلاقات الإعلامية في حزب الله»، وتصوير الأضرار الجسيمة التي خلفها انفجار إحدى الطائرتين، وصفت هذه التغطية بالحصرية، فيما كانت زميلتها lbci، تنقل مباشرة أيضاً من هناك، وحتى سمح لفريقها بأن يتجول مع الكاميرا في محيط المبنى، وتصوير مكان وقوع الطائرة المعادية في «معوّض». خبر إسقاط الطائرتين الذي بدأ كنكتة لحظة وقوع إحداهما في الضاحية، وتجمهر مجموعة شبان حولها والقول بأن أحدهم أسقطها بـ «حجر صغير»، قبل أن تنتقل الى حوذة الحزب، سادت تغطية الخبر، رقعة واسعة من التحاليل وبثها عبر الوسائط الإفتراضية، رغم صدور موقف رسمي عن «حزب الله».