معادلة «المطار مقابل المطار» التي أطلقتها جماعة «أنصار الله» أمس مستهدفةً «مطار أبها» (يقع جنوبي السعودية ويسيّر رحلات داخلية وخارجية)، أتت ضمن قواعد الصراع الذي فرضته منذ تاريخ منتصف ايار (مايو) الماضي في الحرب الدائرة بينها وبين قوات التحالف السعودي -الإماراتي العدواني على اليمن. لكن هذه المرة، اكتسبت هذه المعادلة أهمية في المتابعة، كون الهدف هذه المرة مدنياً، وحيوياً، أصاب صالة القادمين في المطار المذكور، وعطّل الحركة الملاحية، واستدعى ردود فعل شاجبة، أبرزها لبنانياً مع خروج عدد من الشخصيات الموالية للمملكة، لإدانة ما حصل في المطار السعودي، في تعمية تامة عن كل المجازر التي ارتكبها وما زال العدوان السعودي على أهل اليمن. عند الساعة الثانية فجر أمس، استهدف «الحوثيون» هذا المطار بصاروخ «كروز»، واستطاعوا تعطيل حركة الملاحة داخله، واصابة عدد من المدنيين سرعان ما غادروا المستشفيات وفق ما أعلنت «العربية». الأخيرة حرصت على إظهار أن الإستهداف «الحوثي» لم يؤثر على حركة المسافرين من خلال رسائل مباشرة من مراسلها هناك في المطار، مع حظر واضح لتصوير أو دخول البقعة المستهدفة منه، الى جانب التخفيف من وطأة الإستهداف العسكري عبر الإدعاء بغياب التواجد الأمني فيها وبأن المدينة أي «أبها» مزدحمة بحركة الاصطياف كونها تتمتع بحرارة باردة نوعاً ما. ضمن تغطيتها للحادثة، ركزت الشبكة السعودية على المسافة الجغرافية التي تفصل الحدود اليمنية عن المطار (156 كلم)، لتعود وتربط هذا الأمر، بتزويد إيران للحوثيين ولـ «حزب الله» بصواريخ تتمتع بارتفاع منخفض وموجهة لا تحتاج جهداً للتجهيز.
وفي مقابل عجز حقيقي تلقته المملكة التي تدأب في الفترة الأخيرة على الاعتراف باستهدافات «الحوثيين» بدل تكذيبها، برزت تغطية «الجزيرة» التي وجدت في استهداف «مطار أبها» فرصة للتذكير بأن معادلة الصراع تغيرت اليوم، واستراتيجية الحوثيين انتقلت من دفاعية الى هجومية تستهدف العمق السعودي. تقرير (زياد بركات) بثته الشبكة القطرية أمس وحوي تشفياً واضحاً من «فشل المنظومة الدفاعية السعودية» في التصدي للصاروخ، مع أن المملكة -بحسب التقرير- تعدّ من أكثر البلدان إنفاقاً على التسلح حول العالم. «هزيمة بطعم الإهانة المريرة» هكذا وصف التقرير ما حدث أمس، عازياً أسباب الهزيمة الى «القرارات الخاطئة» التي يتخذها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. إذ باتت السعودية ـ بحسب تقرير آخر على الشبكة عينها ـ تلجأ الى «استدرار العطف الدولي» بعد الإستهدافات اليومية التي تطال أراضيها.