القاهرة | «لما أمك تعمل نيتفلكس في البيت» كان هذا التعليق الساخر هو الأكثر انتشاراً حول تطبيق watch it الذي أطلقته مجموعة «إعلام المصريين» قبل ساعات من أول أيام شهر الصوم. لكنه سرعان ما انهار في اليوم الثاني من الشهر الكريم. يطلق المصريون هذه النكتة عندما يقلد أحدهم صيحة عالمية، لكن بطريقة محلية فتخرج قريبة في الشكل لكنها بعيدة تماماً عن المضمون. مع ذلك، لم يتوقع أحد هذا الانهيار السريع، لا الرافضون لاحتكار الدراما المصرية من قِبل مجموعة «إعلام المصريين»، ولا حتى المحايدون الذين انتظروا التجربة ليحكموا عليها. كانت الانتقادات تسير في طرق أخرى، أولها أن سعر الاشتراك في التطبيق مبالغ فيه، فقد وصل إلى 99 جنيهاً (ستّة دولارات) في الشهر لمشاهدة 15 مسلسلاً فقط (من بينها «هوجان»، «لمس أكتاف»، «لآخر نفس»، «حكايتي»، «زلزال»...) كلها معروضة على الشاشات المحلية أصلاً. كما أنّ لا نجم جماهيرياً يُقبل عليه الناس، يؤدي بطولة أحد هذه الأعمال من الأساس. أضف إلى ذلك أنّ التطبيق الذي يُفترض أنه ينافس نتفلكس محلياً، لم يمنح مزايا للجمهور غير المشاهدة بدون إعلانات. لكنه مثلاً لم يطرح الحلقات مبكراً عن موعد عرضها التلفزيوني كما تفعل القنوات المشفرة. طريق آخر للانتقادات سار فيه من رأوا أن الجهة المنتجة للتطبيق تعاملت معه كسرّ حربي. فقد سمع الكل عنه قبل رمضان بنحو أسبوعين، وتوقعوا إطلاقه تجريبياً حتى يتعود عليه الجمهور، وبعدها نناقش مدى تناسب المبلغ المالي المطلوب مع المحتوى. لكن ما حدث كان حالة تكتم شديدة انتقدها كثيرون من بينهم شخصيات إعلامية وفنية. إذ تم طرح إعلانات التطبيق لكن من دون توافره على متاجر التطبيقات الشهيرة مثل «آبل ستور» و«غوغل بلاي». لم يتم إطلاق بيانات صحافية شارحة أو دعوة لمؤتمر صحافي حتى اقترب سحور أول أيام رمضان، فظهر التطبيق. وبدأ الدفاع الخافت عنه واعتبار أن المبلغ المطلوب لا يستحق هذه الاعتراضات. وقال خبراء إنّه كي ينجح التطبيق، يحتاج مبدئياً إلى حوالى 100 ألف مشترك كي يعوّض خسائر القنوات من غياب الدخل الإعلاني الذي كان يصل إليها عند عرض الحلقات عبر يوتيوب. نلاحظ هنا أننا نتكلم عن 15 مسلسلاً دفعة واحدة. حظي تطبيق watch it بالحق الحصري في بثها داخل مصر، وهو ما أثار غضب مصريين مقيمين في الخارج لأنهم نزلوا التطبيق ولم يعمل في مدن عربية أوروبية. وبينما كان من المنتظر معرفة حجم المشتركين ومدى رضاهم عن التطبيق، ومدى صحة الاعتراضات، تعرّض التطبيق لاختراق من مجموعة «هاكرز»، فاضطر المشتركون إثر ذلك للانسحاب قبل أن يسقط التطبيق نفسه، ويصبح الوصول إليه مستحيلاً حتى رابع أيام شهر رمضان من دون من صدور أي بيان أو توضيح من الجهة المنتِجة للتطبيق.
حُرم الجمهور من متابعة بعض المسلسلات «أونلاين»

حملة سخرية واسعة انتشرت بين المصريين على اعتبار أنّ فشل التطبيق دليل على الطريقة التي يخطط بها القائمون على الإعلام في مصر. طريقة ترتجل في تنفيذ الأفكار من دون استعداد حقيقي لها. ثم انتشر سخط مكتوم بين النجوم الذين يعانون حالياً من عدم انتشار مسلسلاتهم بعد حرمان الجمهور من المتابعة «أونلاين». فلا هي موجودة عبر اليوتيوب ولا التطبيق عاد للعمل، فبات الكل يعاني من نتيجة تقليد شبكة مثل «نتفلكس» لكن من دون استعدادات مسبقة أو الاستعانة بأهل الخبرة حيث أهل الثقة فقط مسموح لهم بالاقتراب من مجموعة «إعلام المصريين».