توقّف الرئيس التنفيذي لـ«دار الحياة» (تضم جريدة «الحياة» ومجلة «لها») الصحافي السعودي إبراهيم بادي عن الكلام عقب التصريح الأخير الذي أدلى به لـ«الأخبار» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وشرح فيه تفاصيل إتمام صفقة بيع «الحياة» التي مرّت في السنوات الأخيرة بأزمة مالية أدّت إلى إغلاق غالبية مكاتبها في عواصم العالم. يومها، قال بادي إن مرحلة «التفاوض إنتهت. بقي تجهيز مذكرة التفاهم أو ما يُعرف بخطاب أو رسالة نوايا». كما وعد الموظفين ببدء تدفّق السيولة المالية خلال أسبوعين، وبأن الصفقة ستتمّ خلال شهرين أو ثلاثة كحدّ أقصى. لكن قرابة شهر ونصف الشهر مضت على كلام بادي، من دون أيّ تغييرات في الدار أو حالة الموظفين، بخاصة أن المستكتبين في بيروت قد أعلنوا إضرابهم قبل أكثر من شهرين ولم يعودوا لعملهم بعد ولم يتقاضوا مستحقاتهم منذ حزيران (يونيو) الماضي يوم أقفل المكتب كلياً وأُبقي على عدد قليل من المستكتبين. كذلك الحال بالنسبة إلى مكتب دبي الذي أعلن عصيانه تزامناً مع إضراب بيروت، ليكون مصيرهم كمصير زملائهم في بيروت. عندها، قرّرت إدارة «الحياة» توقيف طبعة «الحياة» الدولية التي كان يقدّم محتواها مكتبا بيروت والامارات، وبقيت الطبعة السعودية اليتيمة في الاسواق. خلال هذه الفترة، تلقى المستكتبون والموظفون في الدول العربية (مصر، العراق...) وعوداً جمّة بالحصول على مستحقاتهم المالية المكسورة والمتراكمة بشكل كبير. لكن تلك الوعود كانت حبراً على ورق، مما دفع بعض المستكتبين إلى رفع دعاوى قضائية ضد «الحياة». في هذه الفترة، يمكن القول بأن عامل الثقة بين الادارة والعاملين قد إهتزّ. فلا الوعود تحقّقت ولا تصريحات المسؤولين عن «الحياة» قد نُفذت على أرض الواقع. وقبل ساعات، خلط بادي الاوراق مغرّداً على صفحته على تويتر بأنّ «إجراءات نقل الأصول الى الملاك الجدد إنتهت، وبأن الموظفين سيعودون إلى مكاتبهم». رفض بادي التصريح لـ«الأخبار» حول المعطيات الجديدة لـ«الحياة»، لافتاً إلى أنه قريباً ستتضح الصورة أكثر. لكنّ مصدراً يقول لـ«الأخبار» إنّ «الموظفين لم يعوّلوا على تصريح بادي ولم يأخذوه على محمل الجدّ، واصفاً تغريدته بأنها أشبه بجرعة مسكّن». يذكر أن أخباراً انتشرت في الفترة الاخيرة حول الجهة التي إشترت «الحياة»، واللافت أن البعض أجمع على أن عملية نقل الأصول تستغرق شهرين أو ثلاثة وبأنّ «الشركة السعودية للأبحاث والنشر» (تضم مجلة «سيدتي» و«الشرق الاوسط»...) التابعة للديوان الملكي قد إستحوذت على «الحياة» في ظل عدم تأكيد الخبر أو نفيه لحين إتمام الصفقة بشكل نهائي.