«المدقق كونان» هو اسم الحساب الوهمي لشخصية مختبئة وراءه. شخصية عشرينية، متبحّرة في قواعد اللغة العربية وآدابها، تسعى الى مطاردة الناشطين بشكل إيجابي، سيما المشاهير والعاملين في الحقل الإعلامي لتصحيح هفواتهم وأخطائهم اللغوية. الاسم المستوحى من الشخصية الكرتونية الشهيرة «المحقق كونان» (1994)، حظي بسمعة طيبة في الفترة الأخيرة، على موقع تويتر. رغم أن عدد متابعيه لا يتعدى الألفين، إلا أنّه استطاع خلق حيّز له، ورسم ثقافة جديدة في العالم الإفتراضي، سمتها التدقيق والانتباه الى اللغة العربية وقواعدها، وإعادة الاعتبار إليها في زمن أهملت فيه كثيراً، وأيضاً في ميدان يفترض أن يجيد أصحابه قواعد وأساليب هذه اللغة، والمقصود هنا، ميدان الإعلام. إذ يقع أغلب العاملين فيه في تغريداتهم في أفخاخ الأخطاء اللغوية أو المطبعية. «المدقق كونان» الذي تتصدر حسابه صورة شخصية له، مشغولة كرتونياً، استطاع لفت الأنظار إليه، والى المهنة التي يعمل فيها، من خلال إعادة تغريد الأخطاء وتصحيحها، من قبل شخصيات أو حتى منشورات لمواقع إلكترونية، معروفة، يردّ عليها بلباقة، ويستخدم في غالب الأحيان «إيموجي» العينين، للدلالة على أنه شاهد ودقق في المنشور. وأحياناً، يلجأ الى طرح اختبار لغوي على المتابعين، لتحفيز التفكير في القواعد العربية، سيما عند الشباب. قبل شهرته على تويتر، كان المتابعون، في أغلبهم، يعتقدون أن «المدقق كونان» شخصية هرمة، لكن مع ظهوره (صوتياً) أخيراً في برنامج «هوى الأيام» على إذاعة «مونت كارلو» الدولية، ضمن فقرة «بالعربي الفصيح»، بدا الصوت فتياً. مقابلة اضطر بعدها الشاب للاعتراف بعمره (24 عاماً)، والمنطقة التي يتحدّر منها (لبنان الشمالي)، فيما بقيت تفاصيل أخرى عن الاسم والهوية طي الكتمان. تفاصيل يحرص صاحبها على إخفائها، إيماناً منه بجدوى الغموض في هذه الشخصية الوهمية، والفاعلة بقوة وفرادة على وسائل التواصل الإجتماعي. في حديث مع «الأخبار»، ينطلق «كونان» من الأخطاء اللغوية التي تنتشر في المدارس وعلى وسائل التواصل الإجتماعي، وعلى القنوات التلفزيونية والإذاعية والمكتوبة «من دون حسيب ولا رقيب». أراد الشاب العشريني التوقف عندها ولفت نظر صاحبها إلى هذه الهفوات. يعلّق: «انت أخطأت هنا، ويجب أن لا تكرر الخطأ». يعتبر كونان أنّ الصيت الذي راكمه على تويتر، «هو نتيجة وليس هدفاً»، سيما مع اهتمام صاحب التغريدة بما دقق به «كونان» والتفاته الى القواعد اللغوية والنحوية قبل نشر أي تغريدة، أو حتى سؤال المدقق مسبقاً عن صحة ما يغرّده.