قبل عامين، أشعلت الممثلة والكاتبة كارين رزق الله، الجدل بعملها «مش أنا» (إخراج جوليان معلوف- lbci). إذ تعرّض المسلسل لقضية المستأجرين القدامى، وصوّرهم بأنهم من يعيشون «مرتاحين» بسبب الإيجارات الرخيصة، مقارنة بالمالكين الذين يرزحون بسبب هذا القانون (حسب تصوّر رزق الله) تحت خط الفقر. ضمن حبكة تجمع قصة حب، بالعنف الأسري، أقحمت هذه القضية يومها، وصوّرت مالك مبنى في الأشرفية، على أنه معدم، يعيش في غرفة الناطور، ولا يستطيع حتى إصلاح المبنى بسبب غياب الإمكانيات المادية. ثارت ثائرة «لجنة الدفاع عن حقوق المستأجرين في لبنان» الذين أصدروا آنذاك، بياناً إستنكارياً، لما عبرت عنه الكاتبة اللبنانية من «إنحياز» تجاه المالكين، و«إساءتها للغالبية الساحقة من المستأجرين». اليوم، ينقلب السحر على الساحر بمفارقة غريبة. قبل يومين، بدأت mtv، بث أولى حلقات مسلسها الجديد «أم البنات» (سيناريو وكتابة: كلوديا مرشليان- إخراج: فيليب أسمر)، حيث تجسد رزق الله شخصية «فرح»، الأرملة التي خسرت زوجها ليلة الميلاد بفعل صاعقة كهربائية، وهي تعيش حياة بائسة وفي ظروف صعبة لتعيل بناتها الثلاث وحماتها. في الحلقة الأولى، نرى «فرح» تتوجه الى زلفا (ليليان نمري)، في منزلها المتواضع، وبعد حوار شابه «النق» حول الظروف التي تمر فيها كل منهما، تنهض «فرح» لتقول لها: «لو ما القانون عم يحمي المستأجر القديم كان جوزك الكحتة (البخيل)، شحطني من هالبيت انا والبنات وحماتي». في هذه العبارة، كرست مفارقة أرادت مرشليان ايصالها على لسان رزق الله، والتذكير بأن القانون القديم يحمي الفقراء والمعدمين من جشع المالكين، بخاصة أن القصة تصور «رئيف» (عاطف العلم) صاحب المبنى، كرجل بخيل، يبذل جهده في سبيل «تطفيش» هذه العائلة المتواضعة من منزلها.

*أم البنات من الإثنين الى الجمعة 20:40 على mtv