الصورة المنتشرة بطفرة على مواقع التواصل الإجتماعي، بعيد العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة أخيراً، تختصر بعناصرها الرمزية إرادة الحياة، وتشهد أيضاً، على غطرسة المحتلّ وإطاحته بالبشر والحجر في فلسطين. فستان زفاف أبيض معلق فوق خزانة داخل غرفة نوم، لم يبق منها سوى أحجار متراكمة، وجدران متشظية، طال الغرفة والمبنى الذي يسكن فيه فادي الغزالي. الأخير الذي كان يتحضر لزفافه من فتاة سورية هربت من جحيم بلادها ولجأت الى منطقة أشد مرارة وقسوة: غزة. التحقت بالقطاع بعدما احتاجت 3 سنوات لتصل إليه. تواعدت مع خطيبها الفلسطيني على أن يكون يوم الأحد المقبل تاريخاً لإقترانهما. جهزا بيتهما الزوجي، الذي تضرر بشكل كبير جراء الإعتداءات الصهيونية الأخيرة. بقي الفستان الأبيض معلقاً وسط الركام، شاهداً على لحظة فرح لم تكتمل.
صورة جالت السوشال ميديا، وجالت معها قصة الشاب الغزاوي وخطيبته السورية. صورة دفعت وسائل الإعلام العربية الى تقصي قصتها. قناة «الجزيرة» كانت من بين المنابر التي قصدت المبنى السكني (تقرير: هشام زقوت)، واستطلعت أحوال سكانه الواقفين على أطلال بيوتهم، ووقفت عند قصة الغزالي، الذي أعاد سرد حكايته وفرحته الضائعة بين ركام منزل لم يكتمل حلمه فيه.