يشبّه بعضهم وضع مستكتبي «دار الحياة» (تضمّ جريدة «الحياة» ومجلة «لها») في بيروت، بأنّهم يتناولون حقناً مسكنة كل فترة وجيزة. كلما طالب الموظفون بحقوقهم المالية التي لم يتقاضوها منذ يوم إقفال الدار في بيروت في حزيران (يونيو) الماضي، يلجأ القائمون على الدار السعودية إلى الحقن المهدءة، فتنتج عنها عودة الموظفين إلى عملهم بعد تلقيهم وعوداً جديدة بدفع المستحقات المالية على أكمل وجه. لكن للاسف، فتلك الوعود لم تدخل حيّز التنفيذ بعد، بل بقيت مجرّد كلام على ورق. خمسة أشهر مرّت على وداع الدار في بيروت، ولا يزال المستكتبون يتلقّون الوعود نفسها التي إعتادوا عليها وحفظوها غيباً. لكن الوضع تأزّم في الفترة الماضية، ووصل إلى طريق مسدود. الشهر الماضي تلقّى المستكتبون وعوداً بدفع كل المستحقّات المكسورة، بناءً على الكلام الذي إنتشر عن بيع «دار الحياة» للإماراتي منصور بن زايد آل نهيان. تنفس الموظفون الصعداء على إعتبار أن حلّ الازمة قد وصل، ليفاجأوا أخيراً بأنّ الدخان الابيض لم يتصاعد بعد من الدار السعودية التي يملكها الأمير السعودي خالد بن سلطان. في مستجدّات القضية، فقد أعلن موظفو «الحياة» و«لها» في بيروت أمس عن بدء الإضراب المفتوح لحين حصولهم على مستحقاتهم المالية المتراكمة. من يتصفّح عدد «الحياة» اليوم، يلاحظ غياب المواد الصحافية، لأن مكتب بيروت هو الذي يصدر نحو 80% في المئة من محتوى الصحيفة اليومية التي تصدر في الامارات والمملكة العربية السعودية. ففي العاصمة لا تزال المواد الصحافية «تُطبخ»، بينما يقوم مكتب دبي بإستكمال تلك المواد لصدور الجريدة. في هذا السياق، يصرّ الموظفون على إستكمال الاضراب رغم التهديدات التي يتعرّضون لها، مُعلنين عن عدم عودتهم للعمل إلا بعد حصولهم على أتعابهم. كما لقي إضراب «الحياة» تفاعلاً مع موظفي «لها» الذين يعانون الامر نفسه منذ أشهر، وأعلنوا تضامنهم مع زملائهم. على الضفة نفسها، كان الصحافي السعودي إبراهيم بادي الرئيس التنفيذي لـ«دار الحياة»، إجتمع بالموظفين في دبي قبل أيام، طالباً منهم الصبر قليلاً لأن الفرج أصبح قريباً، من دون أن يأتي على ذكر عملية بيع أسهم «دار الحياة» أو نسف تلك الاتفاقية. كما ترافق ذلك الاجتماع مع تغريدة بادي مُعلناً بمضمونها عن خروج «الحياة» إلى الحياة مجدداً.