في إطار الأزمات المالية، التي تضرب المؤسسات الإعلامية، سرّحت قناة «القدس» الفضائية (تابعة لحركة «حماس») أخيراً عشرات الموظفين، في مكتبها في بيروت (مركزها الرئيسي)، وأبلغتهم بالإستغناء عن خدماتهم. ويعمل أبرز المسّرحين في غرفة الأخبار، من منتجين وصحافيين ومذيعين، وقد تلقوا بلاغاً من الإدارة، تبرر فيه الإستغناء عنهم، بسبب قصورها عن الإستمرار في «تأمين المستحقات المترتبة عليها»، مما دفعها بحسب البيان الموزّع داخلياً، الى «إتخاذ جملة إجراءات لتقليص حجم العمل والمدفوعات ومن ضمنها تقليل عدد الموظفين». القناة التي تأسست عام 2008، وتتخذ من بيروت معقلاً رئيساً لها، قامت بعملية التسريح أخيراً بشكل مطرّد، إذ بلغ عدد المصروفين في النهار الواحد 80 موظفاً، بين لبناني وفلسطيني. واللافت أن هؤلاء لم يتلقوا مستحقاتهم المالية منذ عام وأكثر، أو كانوا يتلقون رواتبهم بشكل متقطع. يقف هؤلاء اليوم أمام مصير مجهول يتمثل في عجزهم، سيّما الفلسطنيين منهم، عن مقاضاة القناة، لصرفها التعسفي لهم، بسبب صعوبة تحقيق ذلك، قضائياً في لبنان. ويؤكد مصدر في الداخل على إعتماد مبدأ الإستنسابية في قضية صرف التعويضات، التي طالت كبار الموظفين، فيما بقي الآخرون محرومين من تحصيل حقوقهم.