جمهورية الموز والطوائف لا تحبّ «هزّ الرأس»: المجلس الوطني للإعلام «مسطّل» بلا كحول
طبعاً، سياق مضحك بدءاً في الأصل من تقديم الشكوى، وحيثيتها، وصولاً الى تحرّك وزير الإعلام، واستفاقة «المجلس الوطني للإعلام»، الذي بادر على الفور الى تلقي الشكوى، والتوجه الى شركة الإعلان. إذاً، تحرّكت الجهات الإعلامية الرسمية من رقابية، وصاحبة وصاية على الجهاز الإعلامي اللبناني، جراء أمر لا يستحق كل هذه الضجة، حتى إنه لم يلق صدى في مواقع التواصل الاجتماعي، كما جرت العادة، مع أي جدل يثار في بلاد الأرز. بل بخلاف ذلك، رأينا موجة عكسية تعمّ هذه المنصات الافتراضية، وتصف هذه الأجهزة بأنها أقرب الى «المطاوعة» وتسخر من تحرّكها السريع اليوم، على إعلان لا يستحق كل هذه الضجة، والامتعاض، مع إظهار كل هذا الحرص على صحة المواطنين، البصرية والجسدية على حدّ سواء! علماً بأن «المجلس الوطني للإعلام» لا تزال صلاحياته مقيّدة تندرج فقط في الإطار الاستشاري. المجلس الغائب لأشهر عن الساحة، وعن دوره حتى الاستشاري في ما خص أداء القنوات التلفزيونية، استفاق اليوم من سباته، ليتلقى شكوى الوزير، ويقول للشركة المنتجة بأن عليها «إعادة النظر» بإعلانها.
بعد مرور أشهر إذاً على اجتياح الإعلان منازل اللبنانيين، وتماهيهم معه ــــ حتى لو بشكل ساذج ــــ تحرّكت الدولة كحاضنة لشكاوى الناس، فيما الأكيد أن شركة Mezza ستبدأ في طرح إعلانها الجديد، مستغلة هذه المرة ضجة أكبر حولها، لم تبذل أي مجهود لصناعتها.