يتّفق غالبية المتابعين على أن عباس شاهين لم يأخذ فرصته بعد في عالم النجومية والشهرة. الفنان الذي يتمتع بمواهب متعدّدة في الغناء والتقديم والتمثيل، لا يزال يبحث عن دور يفرّغ فيه مواهبه. لم يمش نجم برنامج «لا يملّ» مع صيحة السوشال ميديا بعد، بل يعمل بصمت من دون هاجس نسب المشاهدة.
وهو يطلّ حالياً على الشاشة الصغيرة ببرنامج «هيدا حكي» (كل ثلاثاء 21:30) على قناة mtv إلى جانب عادل كرم، بينما طرح أمس في الصالات اللبنانية فيلم «ساعة ونص» (كتابة كلوديا مارشيليان وإخراج نديم مهنّا) الذي يؤدي بطولته. العمل مستوحى من واقع الحياة اليومية للبنانيين. واقع «مضحك مبكي» أشبه بـ«عصفورية». يروي «ساعة ونص» رحلة عباس (عباس شاهين) الذي يقرّر أن يهاجر مع خطيبته ريما (تاتيانا مرعب) إلى كندا، ويبقى أمامهما ساعة ونصف الساعة لزيارة مكتب السفارة في بيروت والحصول على «الفيزا». هنا تنطلق مغامرة الثنائي في الطرقات اللبنانية. مغامرة مليئة بالمواقف الساخرة والحزينة معاً. يتعرض عباس لإطلاق نار جراء إشكال بين سائقي الأجرة، ويذهب الوقت سدى وسط المشاكل، وفي النهاية لا يصل الحبيبان إلى السفارة في الوقت المحدّد. منذ المشاهد الأولى لـ «ساعة ونص»، يبدو واضحاً أن المخرج نديم مهنّا اهتمّ بأدقّ التفاصيل المحيطة بحياة اللبنانيين ونقلها كما هي إلى الشاشة الصغيرة. ركّز على قضية النفايات على جانبي الطرقات، وصولاً إلى زحمة السيارات والسلاح المتفلّت. كما يتخلّل الفيلم الكثير من العبارات اللبنانية المستقاة من الشارع، منها الشتائم التي يتعرّض لها المواطن خلال قيادته السيارة، والألفاظ النابية التي قد يتباهى بها اللبناني. من مميزات الفيلم أنه جمع عشرات الممثلين معاً، وكل ممثل أطلّ بمشهد سريع لا يتخطى الدقيقتين أحياناً: من خالد السيد إلى أليكو داوود، وأسعد رشدان، وختام لحّام وآخرين... مشاركة هؤلاء بأدوار سريعة أغنت الفيلم وأعطته نكهته الخاصة. في المقابل، حوى العمل بعض اللقطات الكليشيه الحاضرة دوماً في المسلسلات والأفلام اللبنانية، أهمها مشهد كبّ المياه على المارة. كما يُؤخذ عليه أنه تضمّن مشهداً إعلانياً لأحد المصارف بشكل مبالغ فيه، بل مسقط على الفيلم بطريقة غير مبررة وخارجة عن سياق الأحداث. من ناحية الأداء، بدا عباس مرتاحاً بالدور لأنه يشبهه، ولكن لا يمكن القول بأنّه يعتبر نقلة نوعية في مسيرته. في حديثه إلى «الأخبار»، يصف شاهين الفيلم بأنه «عائلي، صمّم وفُصّل له». من جانبه، وجد مهنّا أن عباس وحده القادر على إبراز أحداث العمل السينمائي من دون مبالغة في تفاصيل الشخصية. ويختتم بالقول إن «عباس حالة فنية لافتة، إنسان بسيط وعلى طبيعته، وقادر على التأثير بالمشاهد».

«ساعة ونص»: «غراند سينما» (01/209109)، «فوكس» (01/285582)، «أمبير» (1269)، «بلانيت» (01/292192)، «سينما سيتي» (01/995195) .