أصدرت الباحثة التونسية يسرى العطافي أخيراً كتاباً يستحضر تجربة المسرحية التونسية الراحلة رجاء بن عمّار (1954-2017) في كتاب حمل عنوان «سيميولوجيا صورة الجسد في المسرح: مسرحية «ساكن في حي السيدة» نموذجاً» (دار الشنفري). وفي اليوم العالمي للمسرح (27 مارس) استحضر المسرحيون التونسيون رجاء بن عمّار كمسرحية رائدة مثّلت نقلةً في مقاربة الجسد في المسرح التونسي مع رفيق دربها منصف الصايم الذي حافظ على فضاء «مدار» في قرطاج رغم الفراغ الموحش الذي خلّفه غياب رجاء بن عمّار التي ما زالت تسكن كل زوايا فضاء «مدار» حيث قاتلت طويلاً من أجل استمراره قبل أن يخونها قلبها وترحل.ينقسم الكتاب إلى فصلين، في كل فصل منهما مباحث. وقد بحثت في الفصل الأوّل الأسس النظرية للسيميولوجيا، كما قرأت السيميوطيقا أو تطوّر الممارسة. وفي المبحث الثاني اهتمت بالصورة. وكانت سيميولوجية الجسد في المسرح موضوع المبحث الثالث.
أما الفصل الثاني فخصّصته لسيميولوجية صورة الجسد حيث درست مدوّنة «مسرح فو» الذي تقول رجاء بن عمر عن تأسيسه على يد ««بن عمر» (تقصد رؤوف بن عمر) وأنا، ثم التحق بنا رضا بن سليمان. وقد جئنا كلّنا من آفاق مختلفة. فأنا اشتغلت مع فرقة «المسرح الجديد» في مسرحيّة «التحقيق» وهي من التجارب التي ساهمت في تطوّر رؤيتي الفنيّة والجماليّة وكما هو الشأن بالنسبة للمنصف الصائم. فقد كنّا دائماً منفتحين على الآخرين». (من حديث سابق للراحلة رجاء بن عمّار مع المؤلفة). وتقول يسرى العطّافي «إن اختيارنا لهذه المدونة لم يكن اعتباطياً لأن «مسرح فو» اعتمد في تجربته الفنية على الجسد، وهو ما يبرّر اختيارنا لهذه المدوّنة حيث سنطبّق المنهج السيميولوجي كقراءة لصورة الجسد في عرض مسرحية «ساكن في حي السيّدة»». وتضيف: «أردنا أن تكون قراءتنا مختلفة لآثار فنية إبداعية لـ «مسرح فو»، لكن صدمنا بأنه لم تكن هنالك آثار مصورة سوى هذه المسرحية». فـ «مسرح فو» كما تقول العطافي في كتابها «تجربة متميزة في مسارات المسرح التونسي المختلفة والمتنوعة، إذ أنّ هذا المسرح منذ نشأته اختُطّ له طريق خاصة به»، و«هذا ما جعل المتابعين للفعل المسرحي ينظرون بإعجاب
واحترام إلى هذه التجربة لما تطرحه من أفكار ورؤى وتصوّرات جمالية وفكرية وفنية للعرض المسرحي».