تفاعلاً مع ما يحدث في غزّة منذ ستة أشهر وللفلسطينين منذ أكثر من 75 عاماً، اختارت الهيئة المنظمة للدورة السادسة من «مهرجان قابس سينما فن» في جنوب شرق تونس أن تكون فلسطين محور الحدث من خلال استحضار السينما التي ترجمت المعاناة الفلسطينية.المهرجان الذي تتولّى رئاسته الشرفية النجمة التونسية هند صبري، يقام هذه السنة بين 27 نيسان (أبريل) و1 أيار (مايو) المقبلين، على أن تكون النسخة المرتقبة «دعوة للتفكير والنقاش حول مستقبل السينما والصورة وقد تغيّرت كلّ معايير التحليل والتفكيك»، بحسب المنظمين.
وفيما سيتم التخلّي عن احتفالَيْ الافتتاح والختام والمسابقة الرسمية، سيكون التركيز على القضية الفلسطينية وحرب الإبادة المتواصلة في زمن حرب الصورة، إذ اعتبرت هيئة المهرجان أنّ «العالم يشهد منذ أشهر أوّل إبادة جماعية مصورة مباشرةً في تاريخه. إبادة نقلها الفلسطينيون لحظة بلحظة، لنكون أمام حرب صورة موضوعها الواقع المحض، في اختبار لقدرة الإنسانية على مواجهة هذا الواقع وفهمه بكل ما يخلقه من شعور بالرعب والعجز».
ورأت الهيئة في اختيارها لهذا المحور أنّ العدوان الإسرائيلي على غزّة غيّر عدداً من المفاهيم و«وضع العالم أمام سردية الفلسطينيّين التي طُمست منذ عقود، في مشهد يحيلنا إلى سرديات شعوب كثيرة لقيت المصير نفسه».
وستكون أفلام هذه الدورة وفيّة لخط المهرجان منذ تأسيسه، وهو الاهتمام بالسينما المناهضة للاستعمار والمساندة لقضايا التحرّر، «في برمجة تتمحور حول السينما الفلسطينية المعاصرة، مع العودة إلى تاريخها، بالإضافة إلى أفلام لمخرجين أجانب تبنت أعمالهم القضية الفلسطينية ونضالات شعوب أخرى».
وسيهتم قسم فن الفيديو الذي تشرف عليه فاطمة الكيلاني ومالك قناوي، بالفنانة البرازيلية آنا فاز، لتحاور من خلال خياراتها الفيلمية سرديات الفلسطينيين وسكّان أميركا اللاتينية الأصليين.
ويتضمّن البرنامج ورشات عمل ومعارض للصورة، وعروضاً للأفلام، وإقامات فنية. كما يحافظ الحدث على طابعه الشبابي، باعتباره منصة للسينمائيين الشباب، وهي ميزته الأساسية كونه ورث الندوات الفكرية لـ «مهرجان قابس الدولي» في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.