تأتي الذكرى السنوية الثانية لرحيل المناضل العروبي التقدمي، رئيس تحرير مجلة «الآداب» اللبنانية وأحد مؤسسي «حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان»، سماح إدريس، في وقت عصيب تمرّ فيه القضية الفلسطينية، والعالم العربي بشكل عام. في وقت يتّفق كثيرون أن ما بعده يختلف عما قبله حرفياً ومجازياً. غزة التي أحبها سماح، وإن لم يزرها، تتعرض لحرب إبادة جماعية غير مسبوقة. يبقى السؤال يتمحور حول النتائج البعيدة المدى لما حدث يوم السابع من أكتوبر 2023 وما بعده، وتأثير ذلك في الأساطير الصهيونية التي تم ترسيخها على مدى 75 عاماً. سماح ليس بيننا ليكتب افتتاحية «الآداب» عن غزة مرة أخرى ويضع بين أيدينا رؤيته النقدية الثاقبة التي ميزته عن غيره من المثقفين النقديين، وحتى غير النقديين. حبي وحبّه لشعر العامية المصرية، أشعار أحمد فؤاد نجم وفؤاد حداد وصلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي حثّني على إهدائه هذه الأغنية في ذكرى رحيله الثانية، وهي من كلمات الخال الأبنودي وألحان بليغ حمدي، حيث كانت كلماتها آخر رسالة أرسلتها إليه عبر تطبيق «الواتس آب» بضعة أيام قبل رحيله. وقد قمنا بتسجيلها في غزة بتوزيع موسيقي من فلسطين ومشاركة عازفي غيتار مصريين.
* أستاذ مشارك لمادة الأدب الخاص بمدة ما بعد الاستعمار وما بعد الحداثة في جامعة الأقصى في غزة