«كان حلماً مستحيلاً وتحقَّق». لا يمكن للّغة أن تحتوي تركيباً يعبّر بشكل أكثر وضوحاً عمَّا جرى بين الحادي والعشرين من أيار (مايو) 2000 والخامس والعشرين منه. ولا يمكن للأدب أن يجود بوصف أبلغ من تلك العبارة الموجزة. لكنه كان مستحيلاً فقط بالنسبة إلى الناظرين إلى المشهد من خارجه، محمّلين بتاريخٍ طويلٍ من الخيبات وانتصارات أُفرِغت من معناها، أمَّا بالنسبة إلى الساهرين على الزناد، فإن «إسرائيل سقطت» قبل ذلك بزمن بعيد، منذ خطوتها الأولى إلى الخلف، أو قل خطوتنا الأولى إلى الأمام.