اسم جديد أضيف اليوم الثلاثاء إلى قائمة الراحلين الكبار. قبل يوم واحد من بلوغه عامه الـ 84، غيّب الموت الأديب والمترجم والكاتب المسرحي والأكاديمي المصري محمد عناني (1939 ــ 2023)، الملقب بـ«شيخ المترجمين»، بعد صراع مع المرض.وُلد الراحل في رشيد في محافظة البحيرة، وكان يشغل منصب أستاذ الأدب الإنكليزي في جامعة القاهرة، واشتهر بترجمة أعمال شكسبير كاملة، ضمن مشروع طه حسين في الجامعة العربية، إلى جانب رحلة بارزة في ترجمة أعمال النقد والمسرح.
عمل في الستينيات مراقب لغة أجنبية في لندن، خلال استكمال دراسة الماجستير والدكتوراه، وعاد إلى مصر في منتصف السبعينيات، ليعمل محاضراً في اللغة الإنكليزية في جامعة القاهرة.
عُرف عن عناني العلم الغزير، والإجادة الفائقة للغتين الإنكليزية والعربية؛ إذ أتم حفظ القرآن الكريم منذ طفولته وصباه، بالإضافة إلى المعرفة الموسعة في النظريات الفلسفية والفكرية.
ترقى إلى درجة أستاذ مساعد في مطلع الثمانينيات، ثم حصل على الأستاذية عام 1986، قبل أن يترأس قسم اللغة الإنكليزية في جامعة القاهرة بين عامَي 1993 و1999.
انتُخب عناني خبيراً في مجمع اللغة العربية في القاهرة عام 1996. وكان المنسق الأكاديمي لبرنامج جامعة القاهرة الخاص بالترجمة الإنكليزية بين عامَي 1997 و2009، والذي من خلاله ألَّف أو نقَّح كل ترجمات وكتيّبات التدريس الخاصة بالجامعة منذ عام 1997، كما انضم أيضاً إلى اتحاد كتاب مصر.
في رصيده أكثر من 130 كتاباً بالعربية والإنكليزية، كما قدم عدداً من المسرحيات العربية، فيما صدرت له مجموعة منوّعة من الترجمات إلى العربية، أبرزها: «حلم ليلة صيف»، «تاجر البندقية»، «الملك لير» و«هنري الثامن».
كان له نصيب وافر من الجوائز الأدبية، من بينها جائزة الدولة في الترجمة عام 1982 عن ترجمة «الفردوس المفقود» لميلتون إلى اللغة العربية، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1984.