منذ تأسيسها في خريف 1983، لم يغب المسرحي والأكاديمي العراقي صلاح القصب (1945 ــ الصورة) عن «أيّام قرطاج المسرحية» التي ستنطلق غداً السبت، ليحقق بذلك الاستثناء في تاريخ المهرجانات العربية.هذه العلاقة الخاصة جداً مع المهرجان التونسي، دفعت القصب إلى اختيار الحدث نفسه لإطلاق جائزة تحمل اسمه منذ ثلاث دورات. وقد مُنحت لعدد من المسرحيين التونسيين والعرب.
القصب الذي وصل تونس، كشف لـ«الأخبار» عن الدافع الذي جعله يختار تونس ومهرجانها المسرحي لمنح جائزة تحمل اسمه، قائلاً: «أكثر المهرجانات العربية شاخت وتكرّرت وعادت إلى نقطة البداية... لم تسكنها طاقة التجديد وبقيت معلّقة داخل أطر رطبة وتوقف الزمن داخلها... بقيت كذكريات وصور داخل ألبومات صور جافة». ويضيف أن «أيام قرطاج» تجاوز «السكون لأنّه يمتلك طاقة التغيير وحركة مسارات الزمن امتلكت طاقة الدخول إلى مساحات الحداثة... فتحت الأبواب كلها على التجارب العالمية ضمن منهجية علمية مدروسة تحاورت مع لغات العالم».
وكان القصب كلّف هيئة من المسرحيين والأكاديميين العراقيين لإعلان جائزته السنوية التي تحمل قيمة مالية تقديراً للمسرحيين العرب، وتحفيزاً لهم واعترافاً بجهودهم. وسيتم الإعلان عن المتوّجين بـ «جائزة صلاح القصب للإبداع المسرحي» في ختام النسخة الثالثة والعشرين من «أيام قرطاج المسرحية» في العاشر من كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي.
يُذكر أنّ القصب يُعدّ من أبرز المسرحيين العرب، وأصدر عدداً كبيراً من الكتب حول المسرح وجمالياته كما أخرج مجموعة الأعمال المسرحية ذات الطابع الكلاسيكي.