منذ أكثر من ستة عقود، ينهمك الفنان الفلسطيني عبد عابدي (1942) برسم اللوحات والجداريات والتخطيطات والكاريكاتير قبل أن يمارس فنون النحت والغرافيك والمطبوعات، حيث كرّس أعماله لتصوير وتوثيق النكبة وحياة اللاجئين والمقاومة من أجل البقاء في الأرض، والهوية والذاكرة الوطنية الجمعية لا سيما لفلسطينيّي عام 1948. المتحف الوطني الفلسطيني في رام الله يقيم حديثاً مع عابدي حول تجربته الفنية عند الخامسة من مساء السبت الخامس من آذار (مارس) المقبل، إذ يتناول الحوار مع الفنان مضامينَ مختلفة من تجربته الطويلة الغنية، بدءاً من تجربة الطفولة واللجوء، مروراً بأعماله الفنية الأولى منها والأحدث، وانتهاء بمشاركته بمعرض «بلد وحدُّه البحرُ» المقام حالياً في المتحف.
ولد عابدي في حارة الكنائس في البلدة التحتى من حيفا. هُجّر مع والدته وأخوته بينما بقي والده في فلسطين. هربت الأم من حيفا إلى لبنان وعاشوا لفترة قصيرة في مخيم الكرنتينا قبل أن ترحل العائلة إلى دمشق ومنها تعود عام 1951 إلى حيفا ضمن ما عرف وقتها بـ «لمّ الشمل».
درس عابدي الفنون في مدينة درزدن ‏الألمانية حيث عاش ستة أعوام، وحين عاد إلى حيفا عام 1971 بدأ بالظهور كفنان ورسام وأنجز مجموعة من الرسومات والمطبوعات، وعرف بأنه من فناني «الواقعية الاجتماعية». في عام 1978، قام مع النحات جيرشون كنيسبل بإنشاء نصب يوم الأرض التذكاري في سخنين، واختار فيه أن يصور امرأة ترتدي الثوب الفلاحي الفلسطيني وتحمل طفلاً كما أنها محاطة بأطفال يقفون بين أطلال بيتهم المهدم، تربط هذه الصورة مصير فلسطيني 1948 بالضرورة بمصير الفلسطينيين اللاجئين في كل مكان، وتذكر بالمجازر التي ارتكبت في حقهم.
نشر الفنان مجموعة من رسوماته المخصصة للأرض واللاجئين في روايات وكتب وأعمال لسميح القاسم وإميل حبيبي وسلمان ناطور وآخرين. الملاحظ أن معظم رسوماته بورتيهات لنساء أو لجموع بشرية معظمها أيضاً من النساء، من أبرز مطبوعاته على شاشات الحرير «امرأة من المخيم»، «ها نحن نبقى»، «امرأة من الخليل»، «امرأة شابة من حيفا»، «يهوديت في ثوب عربي»، «امرأة تنتظر»، «امرأة فلسطينية»، «الأم الباكية». كما رسم عدة مطبوعات على عدة سنوات حملة اسم «لاجئون»، وكذلك رسم أعمالًا شهيرة من بينها »«المخلص»، «فلاحون»، «كفر قاسم»، «صمت البحر» و«تحت الحصار» وغيرها.


https://www.facebook.com/events/3105908643016252