لو كان سهيل إدريس بيننا اليوم. لو كان ذلك الأديب الرائع الذي كانت الكلمات تجري على لسانه بسلاسة وتنهمر من قلمه بغزارة، وتسيل منه الأفكار والمعاني في الأودية والسهول أنهاراً وجداول.لو كان بيننا اليوم ماذا كان يقول؟
كان سينزوي في أعماق أحزانه، أو يجلس على حافة الدنيا وعيونه تائهة في الفراغ.
فالدنيا من دون سماح فراغ.
والزمن من دون سماح فراغ.
وفضاءات القلب والوجدان من دون سماح فراغ، إلا من الأحزان الموغلة في الصمت، في أعماق الصمت.
كان سهيل إدريس سيصمت، وكانت عيناه التائهتان في الفراغ، لا يملأهما سوى دمعتين هما بحجم كل فضاءات العالم.
كان سهيل سوف يصمت، فلماذا عليّ أنا أن أتكلم؟
لماذا أنا، وقد كان سماح لي ومني تماماً كما كان لسهيل إدريس ومنه؟
يا سماح لقد خنقت صوتي، وكسرت قلمي، وكسرت قلبي.
يا سماح لقد هونت عليَّ الموت.

* نائب سابق ومؤسّس «حركة الشعب»