كان يُفترض أن يصدر العدد الجديد من «مجلة الدراسات الفلسطينية» في 24 حزيران (يونيو) الماضي، لكن هبّة شهر أيار (مايو) في فلسطين المحتلة حالت دون ذلك.قلَب هذا التطور البارز وغير المسبوق، الخيارات، الأمر الذي دفع بهيئة التحرير إلى المسارعة للاتصال بكُتّاب وباحثين وصحافيين، لبَوا مطلبها بمقالات ودراسات وتقارير وتحقيقات، عمّا جرى في الأراضي المحتلة. هكذا، يعدّ العدد 127 شبه مخصص للهبّة، من خلال ملف عالج الحدث بواقعه، واحتمالات المستقبل.
ما جرى حفّز أمين سر «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» السابق، المؤرخ والباحث وليد الخالدي، لكتابة افتتاحية المجلّة بعنوان «تأمّلات وخواطر»، فيما اقتصر باب مداخل على نص الياس خوري عن «الكلام والكلام المكسور: الثقافة في مواجهة النكبة المستمرة والانحطاط الأخلاقي».
أخذ ملف «فلسطين تنتفض» معظم صفحات العدد، وتقدمه نص للرسام التشكيلي الفلسطيني خالد حوراني، بعنوان «هذه ليست بطيخة». واحتل «العلم / البطيخة» غلاف العدد، كرمز لما يُمكن أن يُقدمه الإبداع من حلول.
ولأن الشرارة انطلقت من حي الشيخ جرّاح، فقد آثر الأستاذ المشارك وعضو الهيئة الأكاديمية في دائرة التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت، والمتخصص في تاريخ القدس، نظمي الجعبة، إلّا أن يكتب عن كيف نشأ الحي، وكيف ولماذا واجه ويواجه أهالي الشيخ جرّاح حملة طردهم من منازلهم.
الملف كتب فيه أيضاً كل من: كميل منصور (دلالات هبّة القدس وحرب غزة ودروسهما)، عبد الرازق فرّاج (كي لا تتبدد تضحيات ومنجزات أيار الفلسطيني)، رندة حيدر (العملية العسكرية ضد غزة: حرب على الوعي وصراع على السردية)، أنطوان شلحت (هبة فلسطينيي 48: هدف مزدوج)، معين الطاهر (ما بعد القدس وسيفها)، سعاد قطناني (شوك الصبّار)، أحمد عز الدين أسعد (محو المحو: تأملات في هبّة القدس ومَداراتها)، مهند عبد الحميد (مقومات إعادة البناء والتحرر)، عدنان أبو عامر (معركة غزة الأخيرة وآفاقها المستقبلية)، عبد الجواد عمر (التقاء أزمتين: قراءة في الهبّة الكبرى). وتضمن الملف ثلاثة تحقيقات لـ: عبد الرؤوف أرناؤوط من القدس، حسن مواسي من الـ 48 وأمجاد سعيد شبات من غزة.
من خارج الملف، يتضمن العدد 127، حواراً مع وليد الخالدي عن كتاب «السيونيزم، أي المسألة الصهيونية: أول دراسة علمية بالعربية عن الصهيونية» ودراسة بعنوان «إذن بالرواية» لإدوارد سعيد (ترجمها وقدم لها عبد الرحيم الشيخ). وهناك أيضاً مقالات لكل من: جانكيز تشاندار (روسيا اللعز: ليست امبراطورية، وإنما دولة إمبريالية دائماً)، ميشال نوفل (صور التفاهم الأميركي – الإيراني)، عمر تشبينار (رؤية بايدن إلى سياسة أميركا العالمية والشرق أوسطية)، داود تلحمي (إدارة بايدن الشأن الفلسطيني: انفراجات محدودة وحلول مؤجلة).
وأخيراً، قراءة في كتاب غسان أبو ستة وميشال نوفل «سردية الجرح الفلسطيني: تحليل السياسة الحيوية لإسرائيل».