أمس، غادرنا النحات والأكاديمي المصري أحمد عبد الوهاب (1932 – 2021) في القاهرة بعد صراع مع المرض. يعدّ الفنان الراحل، أحد أعلام النحت المصري الحديث خصوصاً خلال فترة الستينيات، حيث أقام معرضه الفردي الأوّل في بداية الستينيات في الإسكندرية قبل أن تنتقل مشاركاته إلى معارض جماعية في مصر والخارج. عبد الوهّاب الذي كان أستاذاً في «كلية الفنون الجميلة في الإسكندريّة» منذ السبعينيات. كان قد تخرّج من كليّة الفنون الجميلة في القاهرة، قبل أن يلتحق بأكاديمية الفنون الجميلة في روما. في منحوتاته وأعماله التصويرية، اعتمد على العناصر الهندسية، بالإضافة إلى العناصر العضوية، في وحدات متناسقة. بقي الفولكلور الشعبي، والتراث المصري القديم يشكّلان مرجعاً أساسياً في أعماله، مثل عمله على قرى الصعيد وكائناتها ومفرداتها البصريّة مثل الحقول والحيوانات والزخارف الأخرى، والوشم، بالإضافة إلى التراث المعماري الإسلامي في أعماله الهندسية. ومن خلال قراءته الطويلة للفن الشعبي المصري وسياقاته التاريخية، اهتمّ بالخزف واشتغل عدداً من المنحوتات المستمدّة من هذا التاريخ الطويل، ضمن لغة فنية حديثة مستعيناً بالمواد التي استخدمها قدماء المصريين مثل الغرافيت. كذلك نهل من الفن الفرعوني، خصوصاً وجه أخناتون الذي ظل يعود إليه ويستلهم منه، في أعمال شكّلت مرجعاً لطلاب النحت وحجزت مكاناً استثنائياً في المحترف التشكيلي المصري. أمام اهتمامه بالفن المحلي، تأثّر عبد الوهاب أيضاً بالفن الغربي، أكان في فترة دراسته في روما التي تعرّف فيها على أعمال عمالقة فن النهضة، أم خلال تعلّمه لفن السيراميك في تشيكيا.