في عمل فنّي يأخذ نمطاً علمياً بحثياً جاء ضمن مشاركة جماعية في معرض «الهيمنة على الحشائش»، يتداخل فيه الفنون بالعلم، ذهب الفنان التشكيلي محمد أبو سل، نحو تصحيح المفهوم حول وثائق قديمة جداً متبادلة في زمن الانتداب البريطاني، بين الوزارة البريطانية ووزارة الزراعة الفلسطينية، تحذر فيها من 33 بذرة ضارة تضرّ بالمحصول الزراعي. بدوره أجرى الفنان أبو سل بحثاً حول إحدى البذرات وهي «خرفار الكناري»، ليثبت أنّ هذه الحشائش لها فوائد كبيرة وليست ضارة مثلما تشيع المعلومة التاريخية القديمة لأسباب استعمارية، هدفها السيطرة على الأراضي الفلسطينية.الأعمال هي ترجمة بصرية لبحث حول ماهية وأهمية بذرة حشائش «خرفار الكناري»، حيث تبين أنها عشبة نافعة بكل المقاييس، وليست ضارة كما تم الاعتقاد قديماً، وقد اقترح الفنان بعض المخرجات حول تلك الدلائل النافعة، اعتمدت على منهجية المحاكاة، بتجهيز عناصر «سلع قابلة للبيع والاستخدام» منتجة بشكل فعلي، من خلال مهارات التصميم الغرافيكي للمنتجات والأغلفة، وتأليف علامة تجارية مفترضة، أسماها أبو سل «بيو كناري»، وكذلك منهجية افتراض خارطة مجسدة لرسم مسار انتشار تلك البذرة حول العالم مستنبطة من جمع معلومات وعدة خرائط مؤقتة بناءً على نظم المعلومات الجغرافية. وللإقتراب اكثر من تلك البذرة، قدمها الفنان أبو سل بتفاصيلها بحجم كفة اليد كأنها ثمرة مقطوفة للدلالة على توافرها في أي مكان أو زمان. حسب أبو سل، تنبت الحشائش صدفة مع سنابل القمح، حيث نمر بها ونلامسها وقد نجمعها في حزمة نزين بها بيوتنا، الى التفاجؤ بها كإعلان ممول لسلع متعددة التصاميم والألوان على منصات التواصل الإجتماعي من المتاجر الإلكترونية. هي ذات شهرة وانتشار كبيرين، وقد قام الفنان بتجهيز ثلاث حزم منها مشتراة من عدة متاجر الكترونية، حيث هنا يكمن النقيض بين ما تهديه الطبيعة لنا، وبين من يسطو على الطبيعة ويتاجر بها.