تم الأسبوع الماضي تأييد حبس خالد لطفي مؤسس مكتبة ودار نشر «تنمية» في وسط القاهرة لمدة خمس سنوات بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، وبث شائعات كاذبة بعد توزيعه كتاب «الملاك» للمؤلف الإسرائيلي يوري بار جوزيف. تعود وقائع القضية إلى عشرة أشهر، عندما اتفق صاحب «تنمية» على نشر طبعة مصرية من الكتاب المثير للجدل تصدر بالتعاون مع الناشر الأصلي «الدار العربية للعلوم ناشرون» اللبنانية. نتيجة لذلك، شنّ بعض الصحافيين هجوماً على المكتبة، فتم القبض عليه ومصادرة الكتاب وتحويله إلى محاكمة عسكرية، وسط صمت تام احتراماً لرغبة أسرته. الأسبوع الماضي، تم تأييد الحكم نهائياً ليقضي مؤسس «تنمية» خمس سنوات حبس في تهمتين متناقضتين تماماً هما «بث شائعات» و«إفشاء أسرار عسكرية» في الوقت نفسه. رغم نفي جهات أمنية مصرية ما جاء في كتاب «الملاك» من معلومات، إلا أن التعامل مع ما جاء فيه باعتباره «أسراراً عسكرية» يعيد النظر في هذا التصور. ويقدم كتاب «الملاك» رواية إسرائيلية تعتبر رجل الأعمال المصري أشرف مروان (زوج ابنة جمال عبد الناصر) جاسوساً، نقل أدق أسرار الدولة المصرية إلى إسرائيل، مستغلاً موقعه كمستشار في فترتي حكم عبد الناصر، وأنور السادات. كما قدم خطط حرب أكتوبر 1973، وساعة الصفر، ما أنقذ حياة الآلاف من الإسرائيليين. و«الملاك» كان الاسم السري الذي أطلقه عليه جهاز «الموساد».
وكانت مكتبة «تنمية» قد تأسست في وسط القاهرة عام 2011 خلال «ثورة يناير»، حيث احتضنت تجمّعات المثقفين المصريين، وقد وفّرت الكتاب العربي للمهتمين به. ثم قامت بالاتفاق مع دور عربية بإصدار طبعات مصرية من بعض الكتب لتوفيرها بأسعار مناسبة، فأصدرت عدداً من الروايات التي وصلت إلى قوائم «بوكر» العربية، وعدداً آخر من بينها كتاب «الملاك».