مفاجآت نجيب محفوظ (1911 ـــــ 2006) وعطاياه لا تنتهي، إذ تصدر له «دار الساقي» فى ذكرى مولده في كانون الأول (ديسمبر) المقبل مجموعة قصصية جديدة تنشر للمرة الأولى فى كتاب. القصص عثر عليها الصحافي المصري الزميل محمد شعير أثناء عمله على كتابه الجديد «مخطوطات نجيب محفوظ». ويوضح شعير: «طلبت من ابنته أم كلثوم الاطلاع على ما تبقى لديه من أوراق، فمنحتني صندوقاً كاملاً يضم بعض مخطوطات أعماله، ودفاتر يسجل فيها ملاحظاته ومراسلات مهمة. كان الأمر أشبه بكنز أدبي».كان من ضمن الأوراق ملف كامل يضم ما يقرب من 40 قصة قصيرة كتب عليه محفوظ بخطه: «تحت التجربة: يتحدد الطول والنوع والمعالجة»، ثم شطب على هذه الجملة ليكتب «قصص منشورة تمت كتابتها» (1993ــــ1994). القصص جميعها نُشرت في مجلة «نصف الدنيا» المصرية، وقد اختار محفوظ وناشره بعضها لتصدر في مجموعته الأخيرة «صدى النسيان». لكن ظلت 18قصة قصيرة خارج الأعمال الكاملة في طبعاتها المختلفة، من بينها قصة وحيدة لم تنشر على الاطلاق بعنوان «نبقة في الحصن القديم». القصص تدور في الحارة مصرية مثلما كانت أحداث «الحرافيش» و«أولاد حارتنا» و«حكايات حارتنا». ولا تبتعد عن عوالم محفوظ الأثيرة، والأبطال: فتوات، ومجاذيب، ومنجمون، وموسوسون، وأولياء، وأصحاب كرامات، وهاربون، شيوخ يراقبون ويتدخلون في شؤون الحارة وحياة أهلها، وأئمة زوايا، وجوه وأقنعة تخفي الكثير. من جانبها، قالت أم كلثوم ابنة الكاتب الراحل إنها سعيدة بالاكتشاف وبالتعاون الأول مع «دار الساقي». كما أنها سعيدة باختيار عنوان المجموعة «همس النجوم»، حيث كانت بداية محفوظ القصصية بمجموعة «همس الجنون». وها هي الدائرة تكتمل بالمجموعة الجديدة. وأضافت: «كان أبي يأخذ رأينا أحياناً في اختيار عناوين أعماله، وقد اختارت شقيقتي عنوان إحدى قصصه (حاري العشاق)، تمنيت أن اختار يوماً عنواناً ما.. وها هي الأمنية تتحقق». ومن المتوقع أن تصدر الترجمة الإنكليزية للمجموعة قريباً حيث بدأ المترجم الأميركي الشهير روجر آلان في الترجمة.