انتهى الفنان اللبناني الشاب يزن حلواني أخيراً من إنجاز غرافيتي جديدة زيّن بها أحد مباني العاصمة اللبنانية. هذه المرّة، العمل لا يتمحور حول اسم بارز في عالم الفن أو الثقافة كما حصل سابقاً مع صباح وفيروز ومحمود درويش وغيرهم، بل يقارب موروثات الحرب الأهلية التي فتكت بلبنان على مدى 15 عاماً (1975 ــ 1990).
اختار حلواني مبنى سبق أن دمّرته الحرب، في مكان كان يُعرف بـ «الخط الأخضر» وكان يقسم العاصمة اللبنانية بين «ِشرقية» و«غربية». في الجدارية شخصيتان من فيلم «وست بيروت» (1998 ــ إخراج زياد دويري) الذي يستمد أحداثه من الحرب المشؤومة. على اليسار، توجد «مي» الصبية المسيحية التي تلجأ مع عائلتها إلى «الغربية»، التي تتقاسم أكل حلوى غزل البنات مع الشاب المسلم «طارق» (يميناً).
في النص المرفق بصورة الغرافيتي التي نشرها على صفحته الرسمية على فايسبوك، أكد يزن أنّ هذا العمل يذكّر بالإتفاق الذي أرسي بعدما وضعت الحرب أوزارها، أي النظام السياسي الذي بني على أساس الطائفية والمصالح التجارية التي تمنع التماسك الوطني الحقيقي. ولفت حلواني إلى أنّ «استمرار الطبقة السياسية الحالية في تأجيج العصبيات الطائفية وعرقلة سيادة القانون ينعكس في إستمرار تزايد الدين العام، وغياب الخدمات الأساسية وأبسط الحقوق المدنية... على سبيل المثال، بعد 27 عاماً من انتهاء الحرب الأهلية، وفي حال استمرار قصّتهما، لما كان يمكن لـ «طارق» و«مي» الزواج اليوم في ظل غياب الزواج المدني ...».