فيروز تأخرت على موعدها القاهريعشاق السيّدة في مصر يترقّبون بفارغ الصبر وصول أسطوانتها الجديدة مع زياد الرحباني. لكن الانتظار طال، بسبب مشاكل بيروقراطيّة تسلّط الضوء على انحسار شركة توزيع كانت بين الأبرز قبل عقدين

القاهرة ـــ محمد خير
لا تزال القاهرة في انتظار وصول ألبوم «إيه في أمل» إلى شوارعها وأسواقها. وإذا تأخر توزيع الألبوم في المحروسة لمدة أطول، فقد يطيح ذلك بآخر أمل لشركة «هاي كواليتي». كان حصول هذه الأخيرة على حق توزيع الألبوم الجديد للسيدة فيروز بمثابة مفاجأة، وفرصة نادرة لشركة كانت محط أنظار قبل عشرين عاماً، وأصبحت الآن محط إشفاق من عاصروا صعود مؤسسها طارق عبدالله ثم تراجعه. قدم الرجل عدداً من نجوم التسعينيات لمصر والعالم العربي. نجوم تخلوا عنه واحداً تلو آخر بسبب صعوبات شركته المالية. حتى أنّ آخر من ترك الشركة، وهو النجم حمادة هلال، كان بمثابة الابن الروحي لطارق عبدالله.
لكنّ حقائق الأرقام والمبيعات والدعاية تفرض نفسها دائماً، وإلا لما كان وقع خلاف بين شيرين عبدالوهاب وصانعها نصر محروس، ولما ترك عمرو دياب مكتشفته شركة «صوت الدلتا».
يعزى التأخير في توزيع ألبوم فيروز (إنتاج «فيروز برودكشنز») في مصر، إلى تأخير في إجراءات عقود التوزيع. تأخير أطاح بالمواعيد التي أعلنتها «هاي كواليتي» ـــ على لسان صاحبها ـــ لطرح الألبوم في مصر، بعدما وصل الألبوم إلى معظم بلدان العالم العربي.
المشاكل الإدارية واردة دائماً، لكنّ مشاكل «هاي كواليتي» مع نجومها تشير منذ سنوات إلى تعثر دولاب العمل في الشركة التي كانت ملء السمع والبصر. تخبط وصل بها إلى أن طرحت في لأسواق خلال العام الجاري ألبوم بعنوان «إيهاب توفيق 2010»، على الرغم من أن المغني الشهير الذي قدمته الشركة أوائل التسعينيات قد تركها منذ العام 2003.
ماذا حلّ بالشركة المصريّة التي قدّمت أهمّ نجوم التسعينيات؟
هكذا وجد من اشترى الألبوم أنه يستمع إلى أغنيات غنّى توفيق أحدثها عام 2002، قبل أن يترك الشركة إلى منافستها «عالم الفن» (محسن جابر). والأخير هو واحد من منتجين اثنين صمدا في عالم الغناء المصري بعد «هجمة» شركة «روتانا».
أما المنتج الآخر فهو نصر محروس صاحب «فري ميوزيك» الذي لم ينقذه سوى اكتشافه تامر حسني وشيرين عبدالوهاب. استطاع محروس الاحتفاظ بتامر حسني إلى الآن، بينما فقد شيرين لمصلحة «روتانا» قبل 4 سنوات. وبين هذا وذاك، كان محروس نفسه قد وجه واحدة من أقوى الضربات إلى «هاي كواليتي»، عندما استطاع اجتذاب محمد محيي إليه. أنتج له ألبومين هما «صورة ودمعة» و«قادر وتعملها».
كان فقدان «هاي كواليتي» لمحمد محيي ضربة كبيرة للشركة التي اكتشفت النجم الناجح ذا المزاج الشرقي، وقدمته في ألبومه الأول «أنا حبيت» عام 1991 واستمر نجاحها معه ألبوماً وراء آخر، إلى أن بدأت التعثر والتأخير في إنتاج الألبومات وتخفيض نفقات الإعلانات.
ذهب محيي إلى المنافس نصر محروس، لكنّه عاد إلى مكتشفه طارق عبدالله مرة أخرى في ألبومه الأخير «مظلوم»، قبل أن يقرر تركه مجدداً للأسباب القديمة نفسها.
الأسماء الثلاثة: محمد محيي، وإيهاب توفيق، وحمادة هلال لم تكن وحدها المؤثرة في مشوار شركة «هاي كواليتي»، ولم تكن الوحيدة التي فقدتها الشركة التي أعادها ألبوم فيروز إلى الأَضواء. تتميز الأسماء سابقة الذكر بأن «هاي كواليتي» اكتشفتها، لكن هناك غيرها الكثير ممن تعاونوا مع طارق عبدالله ومنهم هاني شاكر وحميد الشاعري. كما أن أبرز نجوم الشركة قد ظهروا من خلال ألبومات مشتركة «كوكتيل» دأبت هاي كواليتي على تقديمها سنوياً إلى السوق الغنائية بعناوين مسلسلة: «هاي كواليتي 1»، «هاي كواليتي 2»... بدءاً من مطلع التسعينات، كانت تلك الألبومات المجمعة علامة مميزة للشركة في السوق، ومنها كانت بداية محيي وهلال وآخرين أقل شهرة مثل أحمد جوهر، وأميرة، داليا، وأمين سامي. بعضهم حققت أغنياته الأولى نجاحا كبير، انطلق بعده، وبعضهم اختفى بعد «الكوكتيل» وابتعد تدريجياً عن الساحة الفنيّة.
في انتظار توزيع «إيه في أمل» في القاهرة، تحسب شركة طارق عبدالله حساباتها، هل تحقق انتعاشة تساعد في حل مشكلاتها، أم تتأخر تاركة لقراصنة الانترنت أن يلتهموا عائدات البيع المنتظرة في مصر، ويقضوا بذلك على آخر آمال «هاي كواليتي»؟