يمكن للأهل أن يقوموا بإجراءات عدة في مقدمتها تنزيل برامج الرقابة الأسرية parental control
يمكن تكوين جهاز التوجيه المنزلي الخاص لحظر مواقع ويب أو فئات معينة من المحتوى

لدينا إمكانية تقنية لحجب تطبيق «تيك توك» لكنّ ذلك يحتاج إلى قرار قضائي

بات مصطلح «البيئة الرقمية الآمنة» من أكثر المصطلحات التي تتردّد على ألسن المختصين والمعنيين بأحوال الأطفال ومشكلاتهم، وأضيف همّ تأمين هذه البيئة الآمنة إلى قائمة اهتمامات الأهل بعد ازدياد الجرائم التي تُرتكب بحق الأطفال على الإنترنت. وتكثر النصائح والإرشادات حول استخدامات الأطفال للتطبيقات الإلكترونية، والتأثيرات المختلفة التي تترتب عن هذا الاستخدام. لكن، ماذا عن الجانب التقني، وهل هناك إجراءات تقنية يمكن للأهل القيام بها لخلق بيئة رقمية آمنة في بيوتهم؟ للإجابة عن هذا السؤال المركزي في قضية حماية الأطفال من الناحية التقنية، أجرت «القوس» مقابلة مع رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي لشركة touch المهندس سالم عيتاني للتعرف إلى الإجراءات التي يمكن القيام بها من أجل حماية الأطفال وتوفير بيئة آمنة على الإنترنت

ما هي المجالات التي يمكن الحديث عنها عندما نقول «بيئة رقمية آمنة»؟
- لا شك أننا اليوم نواجه تحدياً حقيقياً يتمثل بتوفير بيئة رقمية آمنة في لبنان، وخصوصاً مع ازدياد الجرائم التي طالت الأطفال مثل قضية الـ«تيكتوكرز». هناك ثلاث فئات رئيسية يمكن العمل عليها من الناحية التقنية للمساعدة في توفير البيئة الآمنة:
1- الجهاز والتطبيقات الموجودة عليه.
2- إعدادات وتطبيقات جهاز التوجيه المنزلي التي يتحكّم الأهل بها.
3- التدابير والأدوات المساعدة التي يوفرها مزودو خدمة الشبكة/ الإنترنت.



هل يمكن للأهل بشكل شخصي حماية أطفالهم على شبكة الإنترنت؟
- يمكن للأهل أن يقوموا بإجراءات عدة، في مقدمتها تنزيل برامج الرقابة الأسرية Parental Control Software التي تسمح بمراقبة استخدام الطفل وتتحكم فيه. على سبيل المثال، هناك برامج مثل Net Nanny و Google Family Link و Norton Family وغيرها تساعد الأهل على حظر بعض المواقع، كما تتيح خدمة إدارة الوقت وتزويد الأهل بتقارير عن استخدام أطفالهم. كذلك يمكن عبر إعدادات البحث الآمن على غوغل حظر المحتوى غير المناسب.

على صعيد الشبكة، ماذا يمكن أن يفعل الأهل لضمان بيئة آمنة؟
- طبعاً هناك عناصر يمكن عبرها التحكم التقني على مستوى الشبكة، مثل تكوين جهاز التوجيه المنزلي الخاص بنا لحظر مواقع أو فئات معينة من المحتوى، واستخدام خدمات مثل (OpenDNS) أو FamilyShield) ) التي توفر غربلة المحتوى على مستوى الشبكة إذا كان المحتوى غير مناسب عبر جميع الأجهزة المتصلة بشبكة المنزل. كما يمكن الاستفادة من إعدادات الرقابة الأسرية المتوافرة على أجهزة مثل الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وحتى وحدات تحكم الألعاب.
وهناك إمكانية لغربلة المحتوى على مستوى الشبكة لمنع الوصول إلى مواقع الويب غير الملائمة وحظر عناوين URL لمنع الوصول إلى مواقع أو فئات معينة من المحتوى (للبالغين، والمقامرة، والعنف...).
كما يمكننا حظر عنوان URL/ موقع الويب/ التطبيق حالياً، ولكن هذا يحتاج إلى قرار من المحكمة المختصة، لكن لا يمكننا مراقبة الاستخدام داخل التطبيق: لذلك إذا فتح شخص ما «تيك توك» يمكننا أن نعرف ذلك، من دون أن نعرف المحتوى.

بعد قضية الـ«تيكتوكرز»، طالب البعض بحظر موقع تيكتوك في لبنان. هل تمت استشارتكم بالأمر، وهل هناك إمكانية لذلك من الناحية التقنية؟
- نعم جرت استشارتنا وكان جوابنا واضحاً: هناك إمكانية تقنية، ولكن نحتاج إلى قرار قضائي للقيام بذلك.

بالنسبة إلى تطبيق tiktok على وجه التحديد، هل هناك إعدادات يمكن للأهل استخدامها للمساعدة في حماية أطفالهم وضمان تجربة أكثر أماناً على المنصة؟
- يمكن للأهل استخدام إعداد الاقتران العائلي الذي يسمح لهم بربط حساب tiktok الخاص بهم بحساب أطفالهم، ما يوفر التحكم في ميزات الأمان الرئيسية. ويمكن تفعيل ذلك بالانتقال إلى صفحة الملف الشخصي:
- الضغط على النقاط الثلاث في الزاوية اليمنى العليا
- تحديد الاقتران العائلي، ويمكن للوالدين بعد ذلك إدارة الإعدادات مثل إدارة وقت الشاشة والوضع المقيّد والرسائل المباشرة.
- إدارة وقت الشاشة: تتيح للآباء تعيين الحدود اليومية لاستخدام أطفالهم لـ Tiktok
- الوضع المقيد: يقوم بتصفية المحتوى الذي قد يكون غير مناسب للمستخدمين الأصغر سناً.
- الرسائل المباشرة: يمكن للوالدين التحكم في من يمكنه إرسال رسائل مباشرة أو تعطيل المراسلة بالكامل.
- إعدادات الخصوصية: نحدد عبرها من يمكنه عرض الملف الشخصي للطفل ومقاطع الفيديو والتفاعل مع المحتوى.
- تفضيلات المحتوى: يتم عبرها تخصيص المحتوى عبر الإعجاب والتفاعل مع مقاطع الفيديو الإيجابية والمناسبة.
يمكن للأهل تنزيل برامج الرقابة الأسرية Control Software التي تسمح بمراقبة استخدام الطفل وتتحكم فيه


ماذا عن موضوع التحكم بإدارة وقت الاستخدام عند أطفال، كيف يتم ذلك؟
- يمكن القيام بذلك عبر أدوات إدارة الوقت التي توفر للأهل خدمات عدة، منها متى يمكن استخدام الإنترنت، وأي جهاز يمكن أن نستخدم ومدة الاستخدام، كل ذلك سيؤدي إلى إدارة مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت.
تعطي أدوات مثل (Bark) وMMGuardian) ) تقارير مفصلة عن الأنشطة وتنبيهات تتعلق بالسلوك المقلق، ولا بد للأهل من التأكد من تحديث جميع الأجهزة إلى أحدث التصحيحات الأمنية للحماية من الثغرات الأمنية.
كما يمكن للأهل أن يستخدموا شبكات تسليم المحتوى (CDN) للتخزين المؤقت وتقديم محتوى آمن وتعليمي أكثر كفاءة من دون الوصول إلى محتوى ضار أو غير مناسب. ونحن نتحدث عن الأمور التقنية. لا بد من الإشارة إلى أهمية تثقيف الأطفال حول أهمية عدم مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت.

ما الذي تنصحون به الأهل المعنيين بشكل مباشر بأمن الأطفال على شبكة الإنترنت؟
- لا بد من التأكيد على أهمية إطلاق الحملات والبوابات التثقيفية والتوعوية لتوعية الآباء والأطفال حول أفضل ممارسات السلامة على الإنترنت، وكيفية استخدام الأدوات المتاحة بشكل فعال، ولا بد للأهل من إعطاء أولوية لموضوع أمن أولادهم على شبكة الإنترنت من تعزيز استخدام أدوات مراقبة الاستخدام للإنترنت، الذي يسمح لهم بالتعرف إلى مواقع الويب التي تمت زيارتها، والوقت الذي يقضيه أطفالهم على الإنترنت.