حال من التململ تسود داخل فوج إطفاء بيروت. العسكريون الذين ضاقوا ذرعاً بالأزمة الاقتصادية وتآكل رواتبهم، يشكون ممّا هو أكبر من ذلك داخل مركز عملهم، مع تفاقم الخلافات بين ضباط الفوج الـ24 وخروجها إلى العلن، ما يؤثر في عملهم وإنتاجيتهم. ويعزو هؤلاء الأزمة إلى ثلاثة ضبّاط يستأثرون بالقرارات ويحاولون فرضها بالقوّة من خلال إبعاد عناصر وضبّاط وتقريب آخرين، بما يوحي وكأنّهم من «يكمش» القيادة الفعليّة عبر ضبط إيقاع الفوج وتوزيع المهام.ويزيد من الامتعاض سكوت قيادة الفوج عن هذه الممارسات بسبب وجود «موْنة» كبيرة للضبّاط الثلاثة على قائد فوج إطفاء بيروت العقيد ماهر العجوز. إذ يحظون بمعاملة خاصة منه ما مكّنهم من التأثير في قراراته، ما أدى إلى نشوب خلافات بين الضبّاط وتقاذف للتهم.
ويؤكّد بعض العناصر أنّ الأمور على وشك الخروج عن السيطرة، وأن بعض عناصر الفوج في صدد رفع شكوى إلى محافظ بيروت القاضي مروان عبّود. ويلفت هؤلاء إلى أنّ من بين الضباط الثلاثة من لا يتورعون عن استخدام العنف، في حالات باتت تتكرّر داخل الفوج، منها إقدام أحد الضبّاط الثلاثة على ضرب عنصر في الفوج ما أدى إلى إصابته بكسور في يده، فيما اعتدى ضابط آخر بالضرب على عامل سوري يعمل في الزراعة بحجة أن بلدية بيروت لا ينبغي أن تشغّل «سوريين».