لم ينصع الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري ورئيس جمعية بيروت للتنمية الاجتماعيّة أحمد هاشميّة لطلب الرئيس سعد الحريري من قياديي تياره عدم التدخّل في انتخابات اتحاد العائلات البيروتيّة كي تختار العائلات ممثليها بمعزل عن القوى السياسيّة. تدخّل «الأحمدين» في شؤون «الاتحاد» واضح جداً، وفق متابعين داخل الاتحاد، من دون أن يُعرف ما إذا كان ذلك نتيجة عدول رئيس تيار المستقبل عن طلبه أو باجتهاد شخصي منهما.وبحسب المعلومات، فإن الرجلين لا يفوّتان تفصيلاً مهما صغر يتعلق بالانتخابات التي ستُخاض في 17 آذار المقبل وينخرطان مباشرة في التّفاوض مع المرشّحين عبر التدخّل «المكثف» للمدير العام للصندوق التعاوني للمختارين رئيس كشافة المستقبل جلال كبريت.
يعني ذلك عودة «التيّار الأزرق» إلى خوض معاركه البيروتية من الباب العريض لإثبات أنّه الوحيد القادر على لملمة الخلافات العائليّة في العاصمة. وهي، بحسب المصادر، رسالة سياسيّة يريد تيار المستقبل توجيهها في زمن اعتكافه السياسي، إضافة إلى سحب البساط من تحت «تريو الرؤساء» (الرئيس الحالي محمّد عفيف يمّوت والرئيسان السابقان محمد خالد سنو ومحمد أمين عيتاني) الذين تمرّدوا على قراره بمقاطعة الانتخابات النيابيّة الأخيرة، وقرروا الانضواء تحت عباءة الرئيس فؤاد السنيورة.
وتؤكّد المصادر أنّ «الأحمدين» استقرا على دعم مدير التعليم الثانوي السابق محي الدين كشلي باعتباره «مستقبلياً مستقلاً» قد يكون مقبولاً من قبل العائلات أكثر من الشخصيات الحزبيّة «pure». فيما تلفت مصادر أخرى إلى أنّ دعم أحمد الحريري لكشلي نابع من كوْن الأخير مقرب من والدته بهيّة الحريري وكان يدها اليمنى إبّان تسلّمها وزارة التربية، إضافة إلى أن كشلي هو خال كبريت.
ومع تداخل الخاص بالعام لدى للمستقبليين، ما زال هؤلاء يبحثون عن حليف مع عدم قدرتهم على فرض المرشّح الذي يريدونه كما كان يحصل سابقاً. لذلك، يبدأ قريباً التفاوض مع مجموعة «الحركة التصحيحيّة - الإصلاحيّة» داخل «الاتحاد» باعتبار أنّ الطرفين يلتقيان في رفضهما لـ«تريو الرؤساء».
الحريري وهاشمية يخوضان التفاوض باجتهاد شخصي أم بطلب من رئيس التيار؟


وحتى يوم أمس، لم تكن «الحركة»، وفق بعض أعضائها، قد بدأت عمليّة التفاوض مع «المستقبل»، مع ترجيح أن تبدأ مع نهاية الأسبوع، خصوصاً أنّ المرشحين باسم «الحركة» (نحو 15 شخصاً) سيجتمعون اليوم للاتفاق على التوجّهات العامّة والترشيحات النهائيّة، ولاتخاذ القرار في ما إذا كانوا سيتفقون على كشلي أو السيْر باسم أحد المرشحين منهم رئيساً. ومن الأسماء الأكثر تداولاً بينهم الكابتن عماد حاسبيني.
في المقابل، يبدو «تريو الرؤساء» ضائعاً، إذ لم يتفق هؤلاء على اسم مرشحهم للرئاسة بعدما خرج الرئيس السابق للجنة الرقابة على المصارف سمير حمود من السباق لعدم تمكنه من استكمال أوراقه قبل إقفال باب الترشيح رسمياً.