لم تمضِ سوى أيّام قليلة على تكليف رانيا غسان حمداش مؤقتاً بمهام إدارة مدرسة المنية بلاط الرسمية للبنات، حتى بدأت الشائعات تنتشر عن احتمال تغييرها واستبدالها بأخرى لأسباب سياسية بحتة. تكليف حمداش بموجب مذكرة صادرة عن الوزير في 22 كانون الأول الفائت، جاء نتيجة شغور المنصب وضمن تعيينات عدّة في مدارس رسمية شمالية أجراها وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي. وكانت حمداش قد ترشّحت لإدارة المدرسة المذكورة، ونجحت من بين مجموعة المرشحين لإدارتها، وقد صدر بالاستناد إلى ذلك القرار 1140/ م/ 2022 تاريخ 22/ 12/ 2022، الذي نصّ على إلحاقها بكلية التربية في الجامعة اللبنانية من أجل متابعة دورة إعداد في الإدارة التربوية، وأجيز لها الغياب بموجبه في الأوقات التي يستدعيه حضورها لبرنامج هذه الدورة.
وأفادت معلومات خاصة «الأخبار» بأنّ مرجعاً سياسياً في المنية، يسعى لدى مرجعيات حكومية ووزارية وسياسية من أجل تغيير قرار الوزير، وهو ما أشار إليه بوضوح بيان صادر عن لجنة الأهل والكادر التعليمي في المدرسة، لفت إلى أنّه «نُقل إلينا خبر مفاده أنّ أحد المسؤولين في المنية يسعى لدى بعض المراجع الحكومية والسياسية إلى تغيير مرسوم (مذكرة) صدر عن الوزير الحلبي، من أجل استبدال حمداش بأحد الأشخاص المحسوبين عليه، بغضّ النظر عن الكفاءة وعن نتيجة الامتحان والمقابلة التي أجرتها وزارة التربية بهذا الصدد، منطلقاً بهذا المسعى من خلفيات مناطقية وكيدية وحسابات شخصية لا تمتّ بأيّ صلة لمصلحة المدرسة التي ننتمي إليها والتي تضمّ مئات الطلاب من أهل المنية ومناطق الجوار». وحذّر بيان لجنة الأهل والكادر التعليمي من أنّه «لن نسكت أبداً عن أيّ تغيير أو تعديل يطال مرسوم تعيين حمداش في إدارة المدرسة، ونحمّل المسؤولية لأيّ مسؤول في الدولة يتلاعب بالمرسوم أو يحاول إيقاف تنفيذه، وسنضطرّ إلى اللجوء إلى خطوات تصعيدية وإجراءات عملانية من أجل الرجوع عن هذا الخطأ الكبير، في حال اتخاذه، وهذا البيان هو الخطوة الأولى والفرصة الأخيرة في هذا الاتجاه».