فيما لا يزال حزب الله والتيار الوطني الحر في مرحلة تبريد الأجواء بعد الخلاف بينهما إثر انعقاد جلسة مجلس الوزراء في الخامس من الشهر الجاري، في ظل استمرار الفتور في العلاقة، سُجّل أمس التواصل الأول بين قيادتي الطرفين منذ خروج خلافهما إلى العلن.صحيح أن «التواصل الهاتفي» كان على مستوى قياديين في الجنوب، هما مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في الحزب عبدالله ناصر ومنسق التيار في الجنوب وسام العميل، على خلفية الإشكال الذي جرى في البلدة قبل أسبوع، إلا أن مصادر مطلعة علّقت عليه أهمية كونه «التعبير الحقيقي عن روح التفاهم بين الطرفين والذي يقوم على تعزيز التواصل في مناطق التقاء جمهوري الطرفين»، مشيرة إلى أن التيار والحزب «تداركا فخّاً تنصبه القوات اللبنانية وورّطت البطريرك بشارة الراعي فيه لإثارة هواجس غير موجودة أساساً والجميع في غنى عنها».
ولم تستبعد المصادر أن تشهد عطلة الأعياد معايدات بين الطرفين، فيما لم يُحسم بعد ما إذا كانت هناك أي مبادرة لزيارات تهنئة.
وكان حزب الله أعلن في بيان أن الطرفين «أكدا أن ما حصل في رميش جرى حلّه مباشرة، ولا يوجد أي تداعيات لتلك الإشكالية، وشددا على أن ما يجمع بين أهالي بلدة رميش والقرى المجاورة ليس سوى المحبة والألفة، وأنه لا يوجد أي تفرقة بين أي من أهالي تلك القرى».
وزار وفد من قيادة حزب الله في منطقة جبل عامل الأولى، أمس، برفقة رؤساء بلديات ومخاتير بلدية رميش حيث استقبلهم نائب رئيس البلدية سمير العبدوش وراعي أبرشية رميش الخوري نجيب العميل وعدد من أهالي البلدة وأصحاب عدد من عقارات البلدة. وبحث الطرفان في «اللغط الإعلامي» الذي حصل أخيراً حول عمل جمعية «أخضر بلا حدود»، وأكد المجتمعون أن «ما جرى إشكالية وليس مشكلة، وقد حُلّت مباشرة، وما بثّته وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصفحات الإعلامية، ليس سوى تضخيم للموضوع الذي أثير بطريقة أكبر بكثير من الواقع».
وأكد راعي أبرشية رميش أنه «ليس هناك تعد على أي من أراضي البلدة، وما حصل ليس له أي قيمة على الإطلاق، ونشد على أيدي كل من يريد أن يحمي الحدود أو أن يزرع الشجر. وجرى الاتفاق على استمرار الاتصال والتواصل لتفادي أي إشكالية مشابهة، وسنبقى نعيش سوياً كما كنا على مدى مئات السنين».