أسئلة كثيرة يطرحها معظم السكان لدى قدوم جار جديد إلى المبنى أو الحيّ الذي يسكنون فيه، لعلّ أبرزها: «من أي عيلة؟» أو «من أي منطقة؟» أو «شو بيشتغل؟». ووفق اسم عائلته أو المنطقة التي أتى منها أو حتى مسمّاه الوظيفي يكون التعامل معه، إمّا ترحيباً به أو حذراً منه. عندها، ينتقل الجار من مرحلة التحقّق من أمره إلى مرحلة التنميط، بتصنيفه وفقاً للأعراف المتوارثة في المجتمع حول العائلات والمناطق والوظائف، وبالتالي إلصاق صفات سلبية أو إيجابية به -حتى قبل التعرّف إليه- مع الإبقاء على مسافة آمنة خوفاً من أن يكسر القالب النمطي لاحقاً ويثبت العكس. فماذا لو كان الجار «مجرماً» فاراً من وجه العدالة، أو سجيناً سابقاً، أو شخصاً ذاع صيته كـ «قتّيل قتَلَة»؟