صيدا | بسحر ساحر سلكت مشكلة تراكم النفايات في صيدا طريقها إلى الحلّ، بعد نحو أسبوعين على امتلاء الشوارع والمستوعبات بالنفايات المنزلية في كلّ أحياء المدينة. وعلى سبيل المزاح، سمّى البعض النائبة السابقة بهية الحريري بـ«الساحر»، بما أنّها تنظم غداً «منتدى صيدا البيئي» تحت شعار «نحو مدينة مستدامة بيئياً». وكما يدلّ العنوان، لم يكن مناسباً بأن يحضر رعاة المنتدى وضيوفه، وفي مقدمتهم وزير البيئة ناصر ياسين، وسط ركام النفايات المنتشرة في الشوارع الرئيسية في المدينة التي تدور مؤسساتها وأجهزتها الرئيسية في فلك تيار المستقبل. فالمنتدى، تنظمه مؤسسة الحريري بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة ووزارة البيئة وبلدية صيدا في قاعة القصر البلدي.
وكانت الشركة الملتزمة جمع نفايات صيدا NTCC، قد أضربت عن الجمع، مطالِبة بمستحقاتها المتراكمة في ذمة بلدية صيدا واتحاد بلديات صيدا - الزهراني. وبرّرت إضرابها بالعجز عن تأمين الأموال اللازمة لشراء المازوت للآليات. رئيس البلدية محمد السعودي استدعى صاحب الـNTCC ماهر السايس، واتفق معه على إعطائه سلفة مالية بقيمة 4 مليارات ليرة تُدفع خلال أيام، وتمكنه من تغطية كلفة تسيير آلياته.
وبالفعل شوهدت أمس شاحنات الجمع تلمّ النفايات من بعض شوارع صيدا الرئيسية. لكن إتمام عملية الجمع سيتواصل اليوم، ومعها تكون النائبة السابقة بهية الحريري قد نجحت في عقد مؤتمرها البيئي غداً الأربعاء «على نظافة»، وتمكنت من استقبال الوفود والشخصيات والوزراء بعيداً عن رائحة النفايات التي زكمت أنوف أهالي صيدا طوال الأسبوع المنصرم، حيث تجاورت أطنان النفايات مع بسطات الخضر ومحالّ بيع المواد الغذائية والملاحم والمطاعم، وزاد من تمدّدها وسط شوارع الأحياء «نكّاشو» النفايات الباحثون بين أكياسها عن مصدر رزق لهم.
مصادر صيداوية اعتبرت أن حلّ السعودي مؤقّت، وهو نسخة مكرّرة عن الأزمات المشابهة التي تشهدها المدينة دورياً، سواء أكان السبب تمنّع الشركة عن جمع النفايات أم الفشل الذريع في عمل معمل معالجة النفايات الذي تشغّله شركة IBC. علماً أن عقد NTCC ينتهي نهاية العام الجاري، وتستعدّ البلدية لإجراء مناقصة تلزيم جديدة لجمع النفايات.


هل استقال رئيس البلدية؟
انشغلت صيدا أمس بخبر تقديم رئيس بلدية صيدا محمد السعودي استقالته الخطية إلى محافظ الجنوب منصور ضو. وتحدّثت المعلومات عن أن رئيس البلدية، منذ عام 2010، زار ضو في سراي صيدا وقد تريّث الأخير في الموافقة عليها. وفي حديث لـ«الأخبار»، اكتفى السعودي بالتعليق: «لسّه»، لكنه لم يحسم مصير الاستقالة كما لم ينفِ نيته تقديمها. استقالة السعودي من رئاسة المجلس البلدي كانت متوقّعة في أي وقت، وهو كان قد أعرب في أكثر من مناسبة عن رغبته بذلك، معلّلاً الأمر بالتعب والإجهاد والظروف العائلية الخاصة.