أقرّ مصدرٌ كتائبي بأن لقاء جمع الأمين العام لحزب الكتائب سيرج داغر وعضو المكتب السياسي في حزب الله محمد الخنسا (أبو سعيد) في الضاحية الجنوبية، بعدما أصرّت الصيفي، على مدى ثلاثة أيامٍ، على نفي اللقاء، مستعينةً بكل السبل الممكنة إعلامياً.بعيداً من اللعب على الكلام في التصريحات الإعلامية لداغر ومسؤولين كتائبيين آخرين، و«النفي القاطع» في بيان رسمي لجهاز الإعلام في الحزب لما ورد في «الأخبار» (28 تشرين الثاني) عن اللقاء، مؤكداً أن «الكتائب لم يطلب أي موعدٍ من الضاحية لعقد أي لقاءٍ. وأن الأمين العام للكتائب لم يلتق أي نائب من حزب الله بهدف إجراء حوارٍ سياسي من أي نوعٍ كان»، هناك نسخة معدّلة من الرواية. قبل اثني عشر يوماً، طلب داغر لقاء الخنسا فتجاوب الأخير. وخلال البحث في مكان اللقاء وزمانه، اقترح داغر أن يكون في الـ«ABC» فردان، فاعتذر الخنسا لأن «المكان غير مناسب». وعندما طرح داغر مطعم «الساحة» على طريق المطار، لم يتحمّس عضو المكتب السياسي في حزب الله للسبب عينه، ودعا أمين عام الكتائب إلى منزله في منطقة صفير في الضاحية الجنوبية.
هذه ليست رواية حزب الله، إنما مصادر الكتائب نفسها، وهي تؤكد عقد لقاءاتٍ سابقة بين الرجلين، آخرها قبل نحو شهرين. إلا أن المصادر الكتائبية لا تزال تقلّل من شأن اللقاء والتسريبات الدائرة حوله باعتبار أنه أتى في «إطار شخصي، بحكم علاقة الصداقة القديمة التي تجمع بين الخنسا وداغر». وأضافت أن اللقاء «تخلّله كلام في الأدب والدين والثقافة، إلى جانب نقاش بملفات الشأن العام المطروحة سياسياً واقتصادياً». وتصرّ المصادر الكتائبية على تغليب الطابع الاجتماعي على اللقاء للتقليل من شأنه سياسياً، مشيرة إلى أن داغر أثار مع الخنسا فكرة الحوار العلني، بقوله «متى سنبدأ الحوار بشكلٍ علني، وفيه يوضع سلاح الحزب على الطاولة؟».
ويعود الحوار بين الكتائب وحزب الله إلى ثماني سنوات تقريباً، لكنه يتّسم بعدم الانتظام. ففي عام 2014، ظهرت إلى العلن بداية حوارٍ بين الحزبين على مستوى النواب، في جلسات بين النائب السابق إيلي ماروني والنائب علي فياض. إلا أنها توقفت قبل أن تُعاود عام 2016 بين ماروني وفياض في مجلس النواب، مع عقد جلسات في بكفيا، شارك فيها كل من سليم الصايغ ونواف الموسوي وإبراهيم الموسوي.