كان لافتاً غياب النائب وليد البعريني أمس عن وفد «تكتل الاعتدال الوطني» الذي زار معراب، في إطار جولته على الكتل النيابية. غياب البعريني الذي خاض معركته الانتخابية تحت شعار مواجهة «سمير جعجع الذي غدر بسعد الحريري»، مؤشر إلى أن «قدامى المستقبل»، وهم أكثر من يدركون طموحات معراب في وراثة تركة الحريري، ليسوا على الموجة نفسها مع «الحكيم»، رغم محاولات النائب القواتي زياد حواط وضع التكتل والقوات في خندق «قوى المعارضة» التي تسعى إلى «التفاهم التام» على «انتخاب رئيس يعيد الشرعية والجمهورية»، كان النائب أحمد الخير واضحاً في الإشارة إلى «التمايز في مقاربة الملف الرئاسي» رغم إشارته إلى الالتقاء مع تكتل «الجمهورية القوية» على «ثوابت كثيرة تعني البلد وهموم اللبنانيين».الزيارة التي وصفتها مصادر في «التكتل» بأنها في إطار جولتها على الكتل النيابية للتشاور، وللاستماع إلى ما لدى رئيس حزب القوات من أفكار رئاسية، أرادها الأخير محاولة لتسويق النائب ميشال معوض، وضمن «عدة الشغل» التي تشمل «الانفتاح» على الكتل الصغرى. وبحسب المعلومات، فقد ذهب جعجع بعيداً في إسقاط صفتي «التوافق» و«الآدمية» على مرشحه ميشال معوض، رغم أن الضيوف أكثر من يعلمون بأنه يسعى إلى مرشح «مواجهة»، ومن دون تحديد «المعايير» التي ارتكز إليها لتبني معوض، علماً أنه لم يسمّه إلا قبل ساعات قليلة من الجلسة الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية.
أوساط التكتل أكّدت استمرار «التضارب والتمايز» مع الخيارات التي تسوق لها القوات اللبنانية، لا سيما على صعيد هوية الرئيس، «لكننا منفتحون على الحوار»، و«نرى أن الخيار الصائب هو في الذهاب إلى خيار رئاسي لا يؤدي إلى انقسام عمودي في البلاد». الجلوس على التل، بالنسبة إلى مصادر نواب التكتل «أفضل من الغوص في مقاربات لا تخدم سوى الانقسام». مع ذلك، «لا ضير في النقاش، سواء مع القوات أو مع غيرها. أبلغناهم معاييرنا، وسمعنا ما لديهم، وسنحسم خياراتنا عند الانتهاء من الجولات». ما يعني عملياً أن أعضاء التكتل ماضون في إسقاط ورقة «لبنان» في صندوقة الاقتراع في الجلسة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 13 تشرين الأول ما دام أن الأجواء لا توحي بعد بالذهاب إلى انتخاب رئيس.
من جهة أخرى، ليس خافياً الضياع الذي يسود نواب «قوى التغيير» الـ 13 مذ تقدمت الجلسات الرئاسية المشهد. التوافق الصعب على اسم «رئيس قوي» قبل الجلسة الأولى دفعهم إلى «الهروب» إلى سليم إده. ومع توجيه الرئيس نبيه بري أمس الدعوة إلى جلسة ثانية بعد أسبوعين، تجدّدت محاولات البحث عن اسم آخر وبدأت الدعوات إلى عقد «خلوات» للتفاهم على اسم جديد، من دون أن يكون ذلك ممكناً بالضرورة، مع استمرار الخلافات بينهم وتعمّقها كلما اقترب الاستحقاق.
فليس سراً أن ترشيح معوّض الذي يصفه بعض التغييريين بأنه «خيار المصرفي أنطون الصحناوي وسامي الجميل» يحظى بدعم النائبة بولا يعقوبيان وزميلها مارك ضو، فيما يعبّر آخرون علناً عن معارضتهم خيار «رئيس المواجهة» الذي يتبنّاه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وهو ما أشار إليه النائب ياسين ياسين أمس بالتأكيد «أننا نريد رئيساً يجمع اللبنانيين ولا نستطيع أن نوصل رئيساً وحدنا، بالتالي نريد استباق الدخول في الفراغ لأن الوضع لا يحتمل». وحصر ياسين الخيارات بتلك التي تم التوصل إليها قبل انعقاد جلسة الانتخاب الأولى، أي زياد بارود وناصيف حتي وصلاح حنين.