حتى ساعات الليل الأولى أمس، لم تفلح تهديدات يحيى بدر الدين في إجبار إدارة مصرف البحر المتوسط على دفع وديعته. منذ الصباح، اقتحم بدر الدين فرع «ميد» في النبطية، للمطالبة بالحصول على وديعته الجارية والبالغة 39 ألف دولار أميركي، من دون أن يطالب بوديعته المجمّدة البالغة 150 ألف دولار. حصر مطالبه بالوديعة الصغيرة لتسديد ديونه المتراكمة والمهدّدة بإقفال مصدر رزقه «سوبر ماركت» يشغلها في حي الراهبات في المدينة. هدد بدر الدين باستخدام السلاح، لا ليؤذي الموظفين، بل لينتحر في حال عدم قبض مستحقاته المحتجزة. وقد بثّ مقطعاً مصوّراً من داخل المصرف، يهدّد فيه بالانتحار. لكن تعنت «ميد» استدعى أصدقاءه وناشطي النبطية ومنطقتها لمؤازرته. نفذوا مساءً وقفة عند مدخل المصرف وهتفوا ضد المصارف وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، قبل أن يحاولوا قطع الشارع الرئيسي المقابل بالإطارات. لكن الجيش والقوى الأمنية سارعوا إلى الانتشار ومنعهم من التصعيد.خلال ساعات النهار، فشلت إدارة المصرف المركزية في إقناع بدر الدين بقبض خمسة آلاف دولار «كاش» من قيمة 39 ألف دولار، على أن يقبض باقي المبلغ بالليرة اللبنانية على أساس 8 آلاف ليرة كسعر صرف الدولار. ومع تقدّم ساعات الليل، ودخول وسطاء، قدموا له عرضاً بتسليمه 18 ألف دولار طازج بدلاً من خمسة آلاف. رفضُ بدر الدين وإصرار «ميد» أطالا أمد احتجاز الموظفين. ووافق بدر الدين على خروج أحدهم لأنه يعاني وضعاً صحياً.