عملياً، نجح تيار المستقبل، رغم المقاطعة التي دعا إليها الرئيس سعد الحريري في الحفاظ على مقعد المنية (دائرة الشمال الثانية) بفوز المرشح أحمد الخير الذي وُضعت مقدّرات التيار الأزرق في خدمة حملته في وجه نائبي المستقبل السابقين عثمان علم الدين وكاظم الخير.المعركة التي طغى عليها الطابع العائلي العلني، نجح المال الانتخابي في قلب المعادلات فيها وتجيير الأصوات بعدما تراوح «سعر» الصوت بين 500 ألف ليرة ومليونين. إلا أن ذلك لم يحل دون تدنّي نسبة الاقتراع بنحو 15 في المئة مقارنة مع دورة عام 2018. وعُزي هذا التدني أساساً إلى الالتزام بدعوة الحريري للمقاطعة، وإلى حال التململ وعدم الاهتمام بالمعركة في ظل الأزمة المعيشية، إضافة إلى الخوف من إشكالات داخل أقلام الاقتراع.
وبلغ عدد المقترعين في المنية 16,309 من أصل 48,008 ناخبين، أي ما نسبته 35,75%، فيما صوّت في الانتخابات السابقة 22,327 مقترع من أصل 44,466 ناخباً، أي ما نسبته 50,21%. وقد أتت النتائج الأولية على الشكل الآتي: أحمد الخير: 5960 صوتاً، عثمان علم الدين (5448)، كاظم الخير (3941)، نبراس علم الدين).
في المقابل، غابت عن المنافسة لوائح المجتمع المدني أو ما يعرف بـ«قوى الثورة» التي أتت أرقامها متدنية. إذ نال المرشح على لائحة «انتفض»، محمد أسوم، نحو 712 صوتاً، وزميله على اللائحة نفسها محمد زريقة 179 صوتاً، والمرشح محمد الدهيبي على لائحة إيهاب مطر 1034 صوتاً.