حقّق التيار الوطني الحر فوزاً كاسحاً في دائرة الشمال الأولى (عكار) بعد فوز أربعة من مرشحيه على لائحة «عكار أولاً»، مقابل ثلاثة مرشحين من لائحة «الاعتدال الوطني» التي يرأسها النائب وليد البعريني، فيما عاقب العكّاريون حزب القوات اللبنانية لغدره بالرئيس سعد الحريري.المحافظة التي شكلت عريناً لتيار المستقبل منذ عام 2005 في كل الاستحقاقات السياسية، شهدت فوز المرشح محمد يحيى المدعوم من شقيقه رجل الأعمال في سوريا مصطفى يحيى، إضافة إلى الدعم اللوجستي الذي قدمه حزب الله، ما مكّنه من تحقيق رقم قياسي بلغ 16 ألف صوت تفضيلي متفوقاً على البعريني الذي حصد 14 ألف صوت. كما شهدت فوزاً مدوّياً للمرشح جيمي جبور بنيله 10 آلاف صوت مكّنته من كسر احتكار النائب هادي حبيش للمقعد منذ عام 2005، وفاز النائب أسعد درغام الذي نال نحو 6 آلاف صوت، والمرشح عن المقعد العلوي حيدر عيسى (2800 صوت).
ما قبل 15 من أيار ليس كما بعده في عكار التي باتت أكثريتها النيابية للتيار الوطني الحر الذي حصد فوزاً كاسحاً تمثل بفوز ثلاثة منتسبين للتيار إضافة إلى حليف له، فيما حافظ نائبا المستقبل البعريني ومحمد سليمان على مقعديهما، وسقط حبيش رغم الدعم الذي قدمه له الأمين العام للتيار أحمد الحريري. إذ إن تضعضع «بلوكات» المستقبل مكّن جبور من الحلول مكانه، وأدى إلى فوز سجيع عطية بالمقعد الأرثوذكسي الثاني بـ2000 صوت.
وكان التخبط واضحاً بين نواب المستقبل الذين قسّموا المناطق في ما بينهم، وشكّل كل منهم ماكينته المستقلة بعد غياب ماكينة تيار المستقبل، كما جرى ربط النتائج بماكينة حبيش الذي عمد إلى وقف العمل فور تلمسه الخسارة، ما شكّل ضربة لبقية المرشحين الذين كانوا حتى ظهر أمس عاجزين عن تحديد أرقامهم وحصلوا على نتائجهم الأولية من الماكينات المنافسة.
الفوز الكاسح للتيار قابلته هزيمة للقوات اللبنانية التي خسرت مقعد نائبها وهبي قاطيشا، والتي استعانت بمرشحين سنة لتأمين الحاصل، إلا أنها اصطدمت برفض الشارع السني لها، وتلقّت ضربة موجعة تمثلت بخسارتها رغم نيل مرشحها وسام منصور 9200 صوت.

«جيش» البعريني يلهب عكار
الى ذلك، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات وصور إطلاق النار والقذائف ابتهاجاً في بلدة فنيدق العكارية بشكل مفرط قبل يوم من موعد الانتخابات النيابية، ما أحرج النائب وليد البعريني أكثر من مرة، واضطره إلى إلغاء جولته الانتخابية السبت الفائت بسبب كثافة النيران التي أطلقت فور وصوله إلى ساحة البلدة. الأمر نفسه تكرر في اليوم التالي لدى وصوله إلى قلم الاقتراع للإدلاء بصوته. المبالغة في التعبير عن الابتهاج عكست الاحتقان في قرى وبلدات جرد القيطع بسبب وجود أكثر من مرشح من المنطقة، هم المرشح على لائحة القوات اللبنانية ابن بلدة فنيدق خالد عجاج، ومرشح لائحة «قوى الثورة والتغيير» محمد بدرا ابن بلدة مشمش التي صبت نسبة كبيرة من أصواتها لدعمه فحصد نحو 10 آلاف صوت تفضيلي، الأمر الذي استفز مناصري البعريني الذين عمدوا لإطلاق النيران بكثافة ليلاً.