بكل بساطة، لم يتمكّن إيلي الفرزلي من العبور في انتخابات 2022. هو الذي عرف كيف يتماشى مع النظام السوري إبّان وجوده في لبنان، و«سلّك أموره» مع التيار الوطني الحر حتى كاد أن يكون المدافع الأوّل عن رئيسه جبران باسيل، وعرف كيف ينتقل من ضفة باسيل إلى ضفة معارضيه برشاقة، تماماً كما نجح في الدفاع عن المصارف في عزّ الأزمة الاقتصاديّة، لم يتمكّن من حصد الأصوات التي تُمكّنه من استقطاب الناخبين لرفع حاصل لائحة «معاً نحو غدٍ أفضل».لم يسقط «دولة الرئيس» وحده، بل سقط معه المرشح على لائحة القرار المستقل محمد القرعاوي. الرجل الذي كان حسن عبد الرحيم مراد قد ترك له مقعداً شاغراً، وكان مدعوماً من تيار المستقبل والرئيس فؤاد السنيورة في الوقت عينه، «طار» بين ليلةٍ وضحاها بعدما سجلت «لائحة سهلنا والجبل» المُعارضة حاصلاً حصده المرشح السني ياسين ياسين، علماً بأن هذه النتيجة لا ترضي الكثير من قوى التغيير في دائرة البقاع الغربي – راشيا، إذ يعتبر هؤلاء أنّ ياسين لا يُعبّر عن جو المعارضة الحقيقي بسبب مواقفه المذهبيّة.
من جهةٍ ثانية، يرى بعض المستقبليين القدامى أنّ سقوط القرعاوي كان بفعل لعبة قام بها مراد من تحت الطاولة، باعتبار أنّه يملك فائضاً من الأصوات السنية جيّرها لياسين وحرم حليفه الفرزلي منها. فيما يؤكد آخرون أنه لم يكن بمقدور مراد لعب هذه اللعبة باعتبارها قد تشكّل خطراً عليه، مشيرين إلى أن الجو الاعتراضي في الدائرة صوّت بكثافة لمصلحة «سهلنا والجبل» ما مكّنها من الحصول على حاصل.
في المحصلة، نالت لائحة «معاً نحو غدٍ أفضل» 3 حواصل، ليفوز مراد عن المقعد السني، وقبلان قبلان (حركة أمل) عن المقعد الشيعي، وشربل مارون (التيار الوطني الحر) عن المقعد المسيحي. فيما حصلت لائحة القرار المستقل على حاصلين أحدهما لمصلحة وائل أبو فاعور (الحزب التقدمي الاشتراكي)، وثانٍ للمرشح على المقعد الأرثوذكسي غسان السكاف (مستقل).