لا مجال للتشكيك في الدعم السعودي المطلق لسمير جعجع. المشهد في معراب، حيث اصطفّت «العمامات» السنية السياسية والدينية تنتظر دورها لمصافحة رئيس «القوات»، يؤكّد ذلك. أما ما تبقّى من 14 آذار، فبالكاد أرخت المملكة حبل المشنقة عنهم للتحرك بـ«حدود». وإذا كان الدعم «المعنوي» المُعلن يتغطّى بلبوس دبلوماسي، إلا أن التدخل السعودي، في الواقع، «ينغل» لمصلحة جعجع. غير أن ما يصل منه من فتات لفؤاد السنيورة أنعش الأخير في محاولته وراثة سعد الحريري في زعامة السنة.وفي هذا السياق، يتولّى موظف سعودي في مكتب السفير (مروان ص.) التواصل مع شخصيات وفاعليات وعائلات سنية طالباً التعاون مع لوائح «القوات» أو تلك المدعومة من السنيورة، مستخدماً الترهيب بالتلويح بالحرمان من تأشيرات الحج والعمرة ووضع أسماء على اللائحة السوداء، والترغيب بإدراج أسماء على لوائح زوار البخاري والمدعوين إلى موائده.
الموظف السعودي نفسه مكلّف بالتنسيق المباشر مع السنيورة ومساعدته للضغط على رجال أعمال من أجل تقديم دعم مالي له أو للمرشحين على لائحته. وقد شجّع الحراك السعودي رئيس الحكومة السابق على الاتصال ببعض النواب السنة المستقلين والطلب منهم الانضمام إليه في حال فوزهم، وساعده في استمالة قيادات مستقبلية للانضمام إلى الماكينة الانتخابية للائحة «بيروت تواجه»، من بينها سليم دياب وراشد فايد وخالد شهاب وصالح فروخ، فضلاً عن بعض المنتمين إلى التيار من مندوبين ومفاتيح انتخابية ومخاتير وصلتهم مبالغ بـ«الفريش دولار». فيما يبدو السنيورة مضطراً لرصد مبالغ إضافية لكثيرين ممن لا يزالون يرفضون التعامل معه.
يروّج رئيس الحكومة السابق بأن مساعدات الصندوق الفرنسي - السعودي ستكون في تصرفه


كما يروّج رئيس الحكومة السابق بأن المساعدات الموعودة من الصندوق الفرنسي - السعودي ستكون في تصرفه، ويسعى إلى إنشاء ائتلاف للجمعيات يستبعد تلك التي تخالفه الرأي ملوحاً بحرمانها من المساعدات، ما أثار لغطاً حتى لدى جمعيات عقدت اتفاقات معه كـ«جمعية الإرشاد والإصلاح» و«جمعية «إرادة» (لها مرشح على اللائحة هو عمر المبشر)، بسبب خشيتها من التحكم بهذه المساعدات.
كل هذا فيما للسنيورة، بحسب مصادر انتخابية، مرشح واحد على لائحة «بيروت تواجه» هو خالد قباني. إذ إن ماجد دمشقية مرشح اتحاد العائلات البيروتية (علماً أن يسرى التنير التي انضمت إلى لائحة نبيل بدر تحظى بدعم أكبر من الاتحاد)، فيما يعد ميشال فلاح مرشح القوات، وبشير عيتاني مرشح آل عيتاني (للعائلة أكثر من مرشح في أكثر من لائحة)، ولينا التنير وأحمد عياش من «حصة» النائب السابق فارس سعيد، والنائب فيصل الصايغ من حصة وليد جنبلاط، ما يعني أن السنيورة يريد وراثة الرئيس سعد الحريري في المدينة بسلاح غيره.



شيكات مصرفية
تؤكد مصادر انتخابية أن الرئيس فؤاد السنيورة ما كان في لمّ بعض الأسماء لولا مبلغ من المال حصل عليه من تجار ومن رجل أعمال عربي وعدَه بمبلغ كبير من المال قبلَ أن يفاجأ السنيورة بأن الدعم عبارة عن شيك مصرفي من أحد المصارف اللبنانية أي أنه بربع قيمة المبلغ الذي وُعد به!