تعقيباً على ما نشرته "الأخبار" في عددها الصادر في 15 نيسان 2022 تحت عنوان "الطلاب اللبنانيون في روسيا بلا مصروف"، جاءنا من السفير اللبناني في روسيا، شوقي أبو نصار، التوضيح التالي:
منذ بدء معاناة الطلاب في روسيا وبيلاروسيا مع تفشّي وباء الكورونا، وما تبعه من أزمة مالية واقتصادية خانقة في لبنان منعت أهالي الطلاب من تحويل الأموال الضرورية إلى أبنائهم من أجل تغطية الأقساط الجامعية والمصاريف اليومية، تحرّكت السفارة بشكل فوري وأنشأت -بإشراف السفير شخصياً - ما يُعرف بخلية أزمة مؤلّفة من القنصل رودريك الخوري وعدد من الموظفين، وبالتعاون والتنسيق مع أبناء الجالية والقادرين على المساعدة لمتابعة أوضاع اللبنانيين وخاصة الطلاب، وذلك في محاولة لتقديم ما تيسّر من الدعم المالي اللازم لتأمين الحد الأدنى من الحاجات اليومية للطالب التي تحفظ كرامته وتمكّنه من الاستمرار في متابعة دروسه.
وقد لعب الجانب الروسي ـــ الرسمي والجامعي ـــ دوراً يستحق كل الشكر والتقدير لناحية التفهّم والتعاون مع مطالب وجهود السفارة بعدم فرض أية إجراءات عقابية ضد الطلاب المتخلّفين أو المتأخرين عن تسديد الأقساط، وبالتالي لم يتم فصل أيّ طالب من أصل الطلاب الـ850 في موسكو وحوالى الـ750 في بيلاروسيا من جامعاتهم بفضل المتابعة اليومية ومئات الكتب الرسمية الموجّهة من السفارة إلى وزارتَي الخارجية والتربية الروسيتين وإلى عشرات الجامعات والمعاهد العلمية.
أضف إلى ذلك، قامت السفارة بجهودها في متابعة المساعدة المالية المقدّمة من قبل إدارة حصر التبغ والتنباك في لبنان، فبعد إعلان الحكومة اللبنانية عن تقديم المساعدة المالية (900 دولار لكل طالب)، عمّمت السفارة بشكل سريع على كل الطلاب في كلّ المناطق والجامعات الروسية والبيلاروسية من أجل تقديم الطلبات اللازمة ضمن المهل القانونية، وهذا ما حصل بالفعل، وكانت نتيجته إدراج مئات الطلاب في روسيا وبيلاروسيا ضمن قائمة المستفيدين من المنح.
أما في ما يخص الأزمة الحالية، ونتيجة العقوبات الغربية القاسية المفروضة على روسيا بعد إطلاقها العملية العسكرية في أوكرانيا، والتي كان من ضمنها إيقاف خدمة Swift الضرورية لتحويل الأموال من الخارج إلى روسيا، فقد أصبح من المتعذّر على الخارجية اللبنانية أو أية جهة أخرى تحويل أية مبالغ مالية إلى روسيا، ولذلك قام السفير بإرسال كتاب رسمي إلى الإدارة المركزية في بيروت يقترح العمل على آلية معينة تسمح بدفع قيمة المنح الدراسية إلى أهالي الطلاب أو من يوكلونهم في بيروت وفي أقرب فرصة ممكنة نظراً إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها هؤلاء في الاغتراب، وخاصة أن رفع العقوبات عن روسيا لن يتم في وقت قريب مع الأسف بحسب كل التوقّعات.
وفي الختام، لا بدّ من الإشارة إلى أن السفارة اللبنانية في موسكو تؤكد مرة جديدة حرصها على الوقوف إلى جانب كل طالب وطالبة من أبناء الجالية الكريمة في روسيا (وفي بيلاروسيا التابعة لصلاحيتنا في موسكو عبر القنصل الفخري في مينسك السيد غيفارا سليم) وبذل كل جهد ممكن بالتعاون الدائم والمعتاد الذي كان سائداً وسيستمر مع جمعيات أهالي الطلاب في لبنان وكل المهتمّين بدعم جهود السفارة.