رئيس مجلس إدارة بنك الموارد «كارم» أهل بلدته النائية، قبل سنوات، بافتتاح فرع لمصرفه فيها. لكنه، خلال الأزمة، لم يكارمهم بصرف مستحقاتهم أو على الأقل إعفائهم من طوابير الانتظار أمام الصرّاف الآلي. أحد المشاركين في الجلسة توسّم بالحملة الانتخابية خيراً. سأله إن كان سيدفع لناخبيه المودعين جزءاً من أموالهم كامتياز استثنائي. صاحب المصرف أقفل باب الأمل، مقرناً «استرجاع أموال كل المودعين بقرار مصرف لبنان. وهذا لا يحصل قبل أن نستعيد نحن، المصارف، أموالنا التي أقرضناها للدولة». قطع خير الدين الحوار على المتأملين باستعادة ودائعهم. أبلغ الحاضرين بأنه استقال من منصبه في إدارة بنك الموارد، «وأصبحت خبيراً مصرفياً. اسألوني». أحدهم سأله عن سعر صرف الدولار، فأجاب: «أنصحكم بألّا تصرفوا دولاراتكم إلا لمصروفكم الأسبوعي فقط».
للغاضبين على مواقع التواصل: خلونا نشوف هالغضب يوم الانتخاب
يتفهّم الاعتراضات على ترشيحه، كما «أتفهّم الناس التي تعتبر أيّ مصرفي شخصاً غير مرغوب فيه بالسلطة. لكن هناك من يتحملون مسؤولية، ومن يتحملون مسؤولية أقل». غير أن هذا التفهّم لا يدوم طويلاً. إذ يصف من يهاجمه على الـ«سوشال ميديا» بـ«الجيش الإلكتروني الوهمي»، داعياً إياهم إلى ترجمة اعتراضهم في الصناديق، ويتحدّى هازئاً: «خلّونا نشوف هالغضب يوم الانتخاب».
التصويب على ترشيح خير الدين جاء أيضاً من ناشطين بيئيين وجمعيات الرفق بالحيوان بسبب استعراضه صور الطرائد التي يصطادها في رحلاته حول العالم. في إجابته عن سؤال عن ذلك، قال: «خير انشالله. كل اللبنانيين يصطادون»، مستغرباً من انتقاد نشره للصور: «أنا من ينشرها بكامل إرادتي ولم تسرّب».
كلما طال أمد الدردشة بين النائب المفترض وأهل منطقته، ظهر البون الشاسع بين الطرفين اللذين لا يجمعهما سوى «المصلحة العليا للدروز التي يزول عندها أيّ تفصيل» بحسب أحد الحاضرين. فالدردشة مع من يشغل بالهم تعبئة الوجاقات بالمازوت تخلّلها شرح للأسباب التي دفعته إلى بيع طائرته الخاصة. إذ إن «كلفتها أغلى من كلفة استئجار طائرة».
يدرك خير الدين أن فوزه ليس في الجيبة كودائع الناخبين. في دائرة الجنوب الثالثة، يشكل المقعد الدرزي واحداً من المقاعد الثلاثة التي يمكن للوائح المعارضة خرقها، إلى جانب المقعدين السني والأرثوذكسي. التململ من التجديد المتكرر لأنور الخليل حلّ محله غضب من اختيار خير الدين قد يدفع البعض إلى عدم التصويت للائحة المدعومة من حزب الله وحركة أمل. في المقابل، قد يدفع خير الدين ثمن الصراع الضمني مع الحزب التقدمي الاشتراكي «الذي قد يحجب عنه الصوت التفضيلي رغم وعد جنبلاط لبري بتجيير أصوات الاشتراكيين للائحة» بحسب مصادر متابعة. خير الدين يواجه أيضاً عقدة انقسام الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يتمسك حتى الآن برفض التصويت للائحة بعد إعادة ترشيح النائب أسعد حردان. لذلك، حاول استرضاء القوميين على اختلافهم بالنظر إلى قوتهم الناخبة المهمة في المنطقة، فخصّ منفذية حاصبيا بلقاء حواري في مقرها وتراجع عن زيارة حردان بعد اعتراض القوميين.