لم يُفاجأ أهالي التلامذة في الليسيه اللبنانية الفرنسية الكبرى، التابعة للبعثة العلمانية الفرنسية، بفرض زيادة على الأقساط في نهاية العام الدراسي الحالي، "فالزودة متوقّعة"، كما قالت إحدى الأمهات، "لكن ما هو غير مفهوم هو أن يتضاعف القسط مرتين ونصف مرة، أي أن يرتفع من 10 ملايين و800 ألف إلى 28 مليوناً. الزيادة حُددت على شكل دفعة رابعة مقسّمة على ثلاثة أشهر، آذار ونيسان وأيار، في حين أن الأهالي لم يسددوا بعد الدفعة الثالثة من القسط الأساسي.لجنة الأهل التي وافقت على "الزودة الفضفاضة" لم تدعُ الأهالي إلى أي لقاء تشرح فيه المبررات المنطقية، بحسب الأم المذهولة بحجم المبلغ الذي ستدفعه "كاش"، باعتبار أن الإدارة رفضت سداده عبر "شيك مصرفي" أو أي وسيلة أخرى. وقالت: "ما حصل هو تجنّ على الأهل، ولا أدري ما إن كانت اللجنة دقّقت فعلاً في صحة أرقام الموازنة والكلفة الحقيقية للنفقات التشغيلية أم أنها أُقرت بها من دون دراسة، وخصوصاً بعدما باتت الزيادات على الأقساط موضة تُفرض على الأهل بشكل عشوائي". وأبدت الأم استغرابها كيف أن هذه "الخوات" لا تحرك وزير التربية للتدخل ووقف "تشليح" الناس لأموالهم.
وفيما يجري التداول بين الأهالي بأن المدرسة تنوي اعتماد نظام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وتوفير المحروقات، ينفي هؤلاء أن يبرر ذلك الزيادة الجديدة، باعتبار أن المدرسة تضم نحو 3000 تلميذ، و"إذا افترضنا أن النظام يكلف 200 ألف دولار، فإن المبلغ المتوجب على التلميذ الواحد لا يتجاوز 80 دولاراً، وهو مبلغ يمكن تقاضيه لمرة واحدة فقط". وتشير مصادر الأهل إلى أنه سبق للمدرسة أن أجرت تحسينات على المبنى والملاعب وتقاضت كلفتها من الأهل أكثر من مرة، علماً بأن الأهل غير مسؤولين عن تغطية بند التجديد والتطوير في المدرسة.
ولمّا راجع بعضهم لجنة الأهل كان الجواب "الزودة مقرّرة سواء وافقنا أم لم نوافق والمدرسة تتمتع بغطاء سياسي".
لجنة الأهل: خفّضنا القسط من 35 مليون ليرة إلى 28 مليوناً


إلا أن رئيسة لجنة الأهل، لميا الراسي، أوضحت أن اللجنة درست الموازنة دراسة دقيقة وبذلت جهوداً للخفض قدر الإمكان من قيمة الزيادة التي كانت مُقرّرة أن ترفع القسط إلى 35 مليوناً، بحسب ما جاء في الفيديو الذي وزّعته الإدارة في بداية العام الدراسي. وقالت: "لا يخفى على أحد وضع البلد والتطورات الاستثنائية التي طاولت المصاريف التشغيلية، ولا سيما الكهرباء والمازوت، وما يهمنا كلجنة أن لا يتأثر المستوى التعليمي بهذه التطورات ويتراجع. وأكدت أن لجنة الأهل هي من فرضت تركيب نظام الطاقة الشمسية للتخفيف من المصاريف وبالتالي من قيمة القسط، وإذا تبين أن هناك توفير أموال سوف تعاد للأهل.
مصادر لجنة المعلمين أوضحت أن إدارة المدرسة هيّأت الأهالي منذ بداية العام الدراسي بأنها ستزيد الأقساط ثلاثة أضعاف من دون أن تلحظ أي زيادة للمعلمين، أي قبل التفاوض مع اللجنة بخصوص الزيادة على الرواتب، "ومعركتنا مع الإدارة كانت إعطاءنا نسبة من هذه الزيادة التي ستفرضها على الأهل".