وصل العام الدراسي إلى منتصفه ولم يُسلَّم مبنى «ثانوية المفتي الشهيد حسن خالد» (تعرف بثانوية حوض الولاية الرسمية) إلى إدارتها، بعد خضوعه لأعمال تأهيل وترميم إثر أضرار لحقت به بسبب انفجار 4 آب. وكانت منظمة «اليونسكو» تكفّلت بتنسيق أعمال ترميم المبنى المصنف أثرياً والمهدد بالانهيار منذ وقت طويل، وليس بإعادة تأهيله فحسب.الموعد الأول لتسليم المبنى الذي قطعته وزارة التربية لإدارة الثانوية كان في 15 كانون الأول الماضي، لكن الطلاب عادوا، بعد فك إضراب الأساتذة في 7 شباط، إلى صفوف بلا ألواح وكراس وطاولات وتجهيزات، وبحمّامات غير صالحة للاستخدام. مصادر الأساتذة تحدثت عن «معاناة لتأمين مبنى بديل قبل عطلة رأس السنة، فقد استعرنا طبقة واحدة في مبنى متوسطة بيروت العالية الرسمية، لم تكن كافية لاستيعاب كل المراحل الدراسية، واستطعنا التدريس لأسبوع قبل الإضراب وأسبوع بعده». وبعد العودة في 7 شباط، «كان أكثر من نصف الصفوف خالياً من التجهيزات المكتبية والإلكترونية، فاضطررنا إلى توزيع الطلاب على أيام الدراسة الأربعة، فيحضر بعضهم ليومين فقط، ويحضر طلاب آخرون لليومين الآخرين، ما سيؤدي حتماً إلى التأخير في إنجاز البرامج». أدى ذلك إلى تأخر طلاب الثانوية في الحصول على المعلومات المطلوبة قبل حلول موعد الامتحانات الرسمية.
فأمس فقط، جرى تركيب الألواح والستائر، ووُعدت الإدارة بإنجاز كل الأعمال وتسلّم المبنى خلال 10 أيام.
مصادر وزارة التربية أوضحت أن ترميم المدرسة أتى ضمن أعمال تأهيل وترميم 94 مدرسة وثانوية رسمية تضررت من انفجار مرفأ بيروت، بتنسيق من منظمة «اليونسكو» وبتمويل قطري بأكثريته، ولم يكن هناك تأخير في الترميم بحد ذاته، بقدر ما كانت المشكلة أن العقد مع الممولين لم يكن يتضمن «التأثيث» والتجهيز، لذا جرى تعديله بالتنسيق مع «اليونيسف» وتمديد المهلة لتقديم «مفروشات» جديدة. وأشارت المصادر إلى أن ظروف البلد الصحية والاقتصادية عرقلت العمل، إضافة إلى أن المبنى مصنف أثرياً، ما تطلب عقد اتفاقية مع وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار، الأمر الذي استغرق وقتاً إضافياً للحفاظ على الطابع المعماري للمبنى.
الموعد الأول لتسليم المبنى الذي قطعته «التربية» لإدارة الثانوية كان في 15 كانون الأول الماضي


وقد شُيّد مبنى ثانوية حوض الولاية عام 1888 ليكون مدرسة الرشيدية العسكرية العثمانية، قبل أن يحولها السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني (1842-1918)، من مدرسة حربية للضباط إلى مدرسة لتعليم الأطفال الفقراء، وكانت من أولى المدارس المجانية في لبنان والمنطقة. وفي عام 1920 تحولت إلى مدرسة حوض الولاية الرسمية للبنين. وفي 1980 تأسست فيها ثانوية حوض الولاية الرسمية للبنين، وفي عام 2001 سميت ثانوية المفتي الشهيد حسن خالد - حوض الولاية. وأبدت الحكومة التركية عام 2017 استعدادها لترميم المبنى، عبر وكالة التنمية والتعاون التركية، وتقرر أن تبدأ أعمال الترميم في آذار 2018. إلا أن المبادرة لم تكتمل بسبب خلاف نشب آنذاك.