في اليومين الماضيين، أعلنت بلدة جب جنين (البقاع الغربي) «انتفاضة الكهرباء» حتى الحصول على ساعات تغذية إضافية من معمل إبراهيم عبد العال التابع للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، أسوة بعدد من جاراتها في البقاع الغربي التي تحصل من المعمل على تغذية تصل إلى 20 ساعة يومياً.في الأشهر الأخيرة، نشط عدد من نواب البقاع الغربي على خط مؤسسة كهرباء لبنان في محاولة لإضافة عدد من القرى التي تضم ناخبيهم إلى البلدات الواقعة في محيط بحيرة القرعون، والتي تحصل على نحو 20 ساعة من التغذية الكهربائية يومياً. إلا أن المصلحة رفضت إشراك بلدات إضافية، محذّرة من أن الضغط على شبكاتها بحمولة زائدة ستؤدي إلى تضرر المعامل. ووجّهت المؤسسة كتاباً إلى «كهرباء لبنان» أكّدت فيه ضرورة «امتناع كهرباء لبنان عن ربط أية بلدات أو قرى أو أحياء أو حمولة جديدة على محطات التوتر متوسط 15 ك.ف التابعة للمؤسسة والمربوطة بمعامل توليد الطاقة الكهرومائية التابعة للمصلحة، إلا بعد تنفيذ عملية تجديد الخلايا لمحطة الأولي واستبدال المحوّلات في محطة إبراهيم عبد العال، لتفادي انقطاع التغذية الكهربائية عن قرى جزين والبقاع الغربي، ولتفادي أي مخاطر فنية تعرّض سلامة منشآت ومعامل توليد الطاقة الكهرومائية، وتتسبب بكوارث تهدد السلامة العامة وحياة العاملين لدى المصلحة».
لكن غايات سياسية وانتخابية تقف خلف إثارة القضية أخيراً رغم أن برنامج تغذية البلدات يعود إلى الخمسينيات عقب إنشاء مشروع الليطاني وبحيرة القرعون. وبحسب معلومات «الأخبار»، أول الساعين إلى تعديل خريطة المستفيدين من كهرباء الليطاني كان نائب راشيا وائل أبو فاعور الذي سعى إلى ربط راشيا بمحوّل من محطة جب جنين. خطوة تنبه لها أحد مسؤولي التيار الوطني الحر في البقاع الغربي الذي سعى لربط بلدات إضافية بشبكة الليطاني. النائب إيلي الفرزلي دخل أيضاً على خط التنافس الانتخابي على كهرباء الليطاني بعدما استعان به بعض أهالي بلدته جب جنين، مطالبين باستعادة حصتهم من التغذية من معمل عبد العال التي توقفت عام 2016 بسبب أعطال.
استجابة لطلب جب جنين، عملت المصلحة على إصلاح خط عبد العال - جب جنين ٦٦ ك.ف. لإعادة ربط محطة معمل عبد العال بمحطة جب جنين ٦٦ ك.ف. وفي 31 كانون الأول الماضي، بات الخط تحت التوتر أي جاهزاً لمده بالكهرباء من المعمل.
إلا أن وزير الطاقة والمياه وليد فياض ومؤسسة كهرباء لبنان رفضا إعطاء جب جنين وجوارها ساعتين إضافيتين من كهرباء الليطاني إلا بعد تطبيق برنامج تقنين قاس على البلدات الـ 200 المستفيدة من كهرباء الليطاني من البقاع الغربي إلى الشوف مروراً بجزين. الدعوة للتقنين استنفرت أصحاب الحقوق المكتسبة. فدعا النائب زياد أسود، في اتصال مع «الأخبار»، إلى «رفع التعديات عن الشبكة بدلاً من التقنين».