قتلونييا عار بنادقهم
يا ذل رغيفهم المجبول شقاء
حذفوا اسمي من دفتر سادتهم
لم يدروا
أن اسمي غابة أسماء
ودمي أخفوه
لم يدروا
أن دمي شلال دماء
لم يدروا أن السحب الحمراء
تطلع من أضرحة الشهداء
والمطر الأحمر يحمل ثار الشهداء
موسى شعيب

تغريدة عباس فنيش التي يهنئ فيها قتلة على معركة من معارك الحرب الاهلية، وعلى اجتثاث موسى شعيب، تثير الذعر والقلق، ليس لأن فيها تشفّياً وإهانة لشاعر ومناضل كبير ينتمي الى جيل صاغ الكثير من المفاهيم التي شكّلت هوية لبنان العربي المقاوم، وربطت الصراع ضد الإقطاع واليمين الفاشي بالمعركة المستمرة لتحرير فلسطين، بل لأنها تصدر عن شخص المفترض أنه يمثل طرفاً كرّس نفسه حامياً للعروبة و الإسلام، مقارعاً للاستعمار وملتزما بالتحرير.
كلمات كهذه لا تخيف خصوم المقاومة الذين أعلنوها حرباً على أملنا الباقي بتحرير وتحرر، بل يرونها فرصة لتكرار مقولاتهم عن القمع و الإقصاء والتكفير. هؤلاء، ورغم التنازلات التي أغدقت عليهم فكرياً وسياسياً، يرحّبون بهذه الكلمات ليضيفوها الى ترسانتهم المقيتة التي تبث سموم المذهبية و تروّج لاستسلام يريدونه.
تغريدة فنيش ترعب أكثر ما ترعب جمهوراً عريضاً ما زال يؤمن بالمقاومة كحالة تتسع للجميع، تدعو إلى الوحدة وتلتزم بأخلاقيات تميزها عن خصومها. ترعبنا لأننا نخشى، في خضم معاركنا الكثيرة مع الاحتلالات المتعددة والخيانات المستفحلة، أنه ما زال بيننا من يمجّد قتل الكلمة وإحراق الكتب... ويتكلم باسم المقاومة.
لا يختلف ما قاله فنيش عن تدوينات عديدة للقمان سليم فنّدها الأستاذ إبراهيم الأمين في مقالته المشهورة، وجوهرها أن القتل والموت مستحبان ما داما يصيبان خصمنا، حتى لو كان هذا الخصم قامة مثل الرئيس سليم الحص أو شاعراً مثل موسى شعيب.
أملي أن يدرك أركان المقاومة أن بيئتهم الحاضنة متنوعة، وأن إهانة رموز وتاريخ طويل من النضال يشرذم هذه البيئة ويضعفها، إلا إذا كان كلام فنيش هو لسان حالهم. وتلك مصيبة أعظم.
موسى شعيب حيّ في قلوب الجنوبيين ومزارعي تبغه، ولن يمحو ذكره ما قاله موتور. كلماته باقية لتلهمنا وتؤرّق قتلته، وسنبقى نغنّي لهيفا وفلسطين، ونرنو للديار التي عشعش في جدرانها الحزن، وننشد غزلاً للكادحين رغم كيد الحاقدين.
د. ياسر شعيب



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا