طبيبان مُقيمان يعملان في مُستشفى الجامعة الأميركية في بيروت مُهدّدان بالقتل من قِبل أفراد إحدى العشائر، على خلفية وفاة أحد أبناء العشيرة في المستشفى جرّاء مُضاعفات فيروس كورونا.المفارقة أن الطبيبَين وعائلتَيهما تركوا بيوتهم قسراً، وتواروا عن الأنظار بناءً على «نصيحة» قدّمها لهم عناصر في جهاز أمني رسمي! وبحسب معلومات «الأخبار»، فإنّ الطبيبين «المطاردَين» تواصلا مع الجهات المعنية لتأمين الحماية لهما بعدما علما أن «تعميماً» صدر من عائلة المتوفى الذي كان يعاني من تداعيات ما بعد الإصابة بفيروس كورونا (التهاب رئوي)، يُصنّفهما كـ«مطلوبين»، فكانت «النصيحة الأمنية» لهما، ولعائلتيهما، بترك منازلهم!
المفارقة الأخرى أن إدارة الجامعة التي سخّرت، قبل أشهر، مئات من عناصر القوى الأمنية والجيش والمخابرات لحماية مبانيها بعد قرارها طرد مئات الموظفين والعاملين لديها، لم تُحرّك ساكناً مع الجهات المعنية لتأمين الحماية لأطباء عاملين فيها.
وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن أهل المتوفى، «بتغطية من أحد المسؤولين في المُستشفى»، «أقاموا بشكل دائم» في المركز الطبي طوال مدة معالجة مريضهم، «وكانوا محظيين إلى درجة أنه سُمح لهم بخرق القواعد الصارمة التي تتطلبها الإجراءات الخاصة بحماية المريض المصاب سابقاً بالفيروس». وأبسط تلك الإجراءات عدم السماح لأهل المريض بزيارته لأكثر من ساعة يومياً، «في حين كان أفراد من أسرته وعشيرته شبه مُقيمين في الطابق، وقد اعتدوا على عدد من الأطباء والممرضين، من دون أي تدخّل من أمن المستشفى أو من إدارتها لردعهم».
«تعميم» عشائري يضع الطبيبَين على لائحة «المطلوبين»


وقد نفّذ أطباء مقيمون في المركز الطبي التابع للجامعة الأميركية أكثر من اعتصام، احتجاجاً على تقاعس الإدارة عن حماية زملائهم، آخرها أمس، إذ توقفوا عن ممارسة عملهم لمدة ساعة واحدة فقط.
نقابة الأطباء التي نشطت، أخيراً، في إصدار بيانات الاستنكار ضد التعرّض للجسم الطبي بعد تزايد حالات الاعتداءات على الأطباء لم تُصدر موقفاً واضحاً إزاء القضية. وحاولت «الأخبار» التواصل مع نقيب الأطباء في بيروت البروفيسور شرف أبو شرف لكنه لم يرد على اتصالاتها.
مصادر في الجامعة الأميركية في بيروت قالت إن الإدارة «تسعى، بشكل هادئ، لإجراء مفاوضات مع العائلة»، من دون أن تنكر صعوبة الموقف «في ظل الواقع اللبناني غير الخافي على أحد»!

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا