خلال عرضٍ أشبه بمراجعة على «يوتيوب»، قام حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو، منتصف الأسبوع الماضي، بفتح صندوق يحوي لقاح مجموعة «فايزر-بايونتك» ضد فيروس كورونا أمام شاشات التلفزة. وأوضح كومو أن الصندوق يحتوي على جهاز تتبع عبر الأقمار الاصطناعية GPS وشاشة حرارية لتحديد مكان صندوق اللّقاح والتأكد من بقائه في درجة الحرارة المناسبة. كما أن اللّقاح يأتي محاطاً بثلجٍ جاف (Dry Ice) ويجب استبدال الثلج كل خمسة أيام لإبقائه بارداً. كما لا يمكن فتح العبوة إلا مرتين في اليوم لمدة 60-90 ثانية في المرة الواحدة لضمان بقائها في درجة الحرارة المناسبة، وهي تعقيدات لوجستية مضافة إلى شروط تخزينه الصعبة.وكما بات معلوماً، إن لقاح «فايزر-بايونتك» بحاجة إلى أن يخزّن في حرارة ناقص 70 درجة مئويّة، وهو ما يعدّ شرطاً صعباً من الناحية اللوجستية لتخزينه ونقله الى جميع أنحاء العالم. كما أن عدد الثلاجات التي يمكن لها تأمين مثل هذه الدرجة من البرودة، غير كافية وليست موجودة حتى في بعض أكبر وأهم المستشفيات حول العالم. لذا، أتى الحل عبر وضع الثلج الجاف داخل صندوق اللّقاح كي يؤمّن له شروط التخزين المطلوبة. والثلج الجاف هو عبارة عن غاز ثاني أكسيد الكربون في الحالة الصلبة، وبحرارة ناقص 78 درجة مئوية. ويُعتبر من وسائل التبريد الفعّالة، خاصة أنه أبرد من الجليد ولا يَترك آثار رطوبة. وهو مُفيد لحفظ الأطعمة المجمّدة، كما يُستخدم في الأفراح والحفلات حيث يترك شكل ضباب يتجمّع على الأرض. أثره الخطير الوحيد هو تحوله الى الشكل الغازي من ثاني أكسيد الكربون. وإن وُضع في غرفة لا يدخلها هواء بشكل جيد، يمكن أن يختنق الأفراد الموجودين فيها من استنشاق الغاز.
من المتوقع نشر النتائج النهائية للتجارب في الشهر المقبل


في صندوق حفظ ونقل اللقاح، تحت الثلج الجاف الحزمة الفعليّة مع عُلبة تحتوي على قوارير اللّقاح. وتحتوي القارورة الواحدة على خمس جرعات. ويصل مجموع ما يمكن أن يحتويه الصندوق الواحد الى نحو 4875 جرعة إجمالاً. وكون لقاح «فايزر-بايونتك» عبارة عن جرعتين للشخص الواحد يتم أخذهما بفارق 21 يوماً، يعني أن الصندوق الواحد كفيل بتلقيح نحو 2437 شخصاً. وبمجرد إخراج اللّقاح من الصندوق للاستخدام، يجب ترك القارورة في درجة حرارة الغرفة لمدة 30 دقيقة تقريباً كي تذوب، ثم يتم إضافة سائل إليها كي تخفّف (diluted) وتترك لمدة ساعتين تقريباً؛ وبعد ذلك يكون لدى الطبيب ما يصل إلى ست ساعات حتى يعطي اللّقاح. وتجدر الإشارة الى أن كومو، عاد وأوضح أن قارورة اللقاح داخل الصندوق التي حملها أمام شاشات التلفزة لم تكن حقيقية، إذ لا هدف منطقياً من إلحاق الضرر بلقاح فعلي من أجل عرض تلفزيوني، لكن الصندوق وكل ما بداخله كان حقيقياً. وتبقى الحاجة الى تتبّع مكان وجود الصندوق جغرافياً عبر جهاز (GPS) أمراً مستغرباً، وبحاجة الى مزيد من الإيضاح.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا